Les Perles de la Conduite dans la Politique des Rois

al-Mawardi d. 450 AH
25

Les Perles de la Conduite dans la Politique des Rois

درر السلوك في سياسة الملوك

Chercheur

فؤاد عبد المنعم أحمد

Maison d'édition

دار الوطن

Lieu d'édition

الرياض

ظن بعض النَّاس القساوة صرامة فَيذْهب فِي ذَلِك بَعيدا لِأَن الصرامة قلَّة الْغَفْلَة عَن الجرائر وَمَعْرِفَة الْأُمُور على الْحَقَائِق حَتَّى لَا يتدلس عَلَيْهِ السقيم بالسليم وَلَا يتَصَوَّر الخالع بِصُورَة الطائع والقساوة تهور فِي الْحُدُود وتعد فِي الْحُقُوق يقفه عَلَيْهِ أَتبَاع أهوائه وتحكيم فَاسد رَأْيه ٣ - السماحة وَالعطَاء ثمَّ الْخلق الثَّالِث وَهُوَ السماحة وَالعطَاء فَإِن وقف على حَده وَهُوَ بذل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ عِنْد الْحَاجة وإيصاله إِلَى مُسْتَحقّه بِقدر الطَّاقَة كَانَ مَحْمُودًا وَإِن تجَاوز هَذَا الْحَد صَار مَنْسُوبا إِلَى التبذير والإضاعة وَصَارَ بِإِزَاءِ تبذيره حُقُوق مضاعة وَإِذا انْتَشَر فِي النَّاس أَن أَمْوَاله تنَال بِغَيْر اسْتِحْقَاق وتدرك بِغَيْر سعي أثار ذَلِك مطامع المحتذين وتوجهت إِلَيْهِ وُفُود السَّائِلين قد ألقوا كلف الاحتراف واستبدلوا بِهِ دني الاقتراف فَإِن رام إرضاء جَمِيعهم لم يطق لاتساع آمالهم وَقُوَّة

1 / 78