Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
بالله من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن شر ساكن البلد ووالد وما ولد وذكر الفقهاء أنه يسن للمسافر الإتيان بهذا الدعاء عند إقبال الليل وفيه النداء والخطاب للجماد وروى الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما والدارمي عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال ربي وربك الله ففيه خطاب للجماد وصح أنه لما توفي صلى الله عليه وسلم أقبل أبو بكر رضي الله عنه حين بلغه الخبر فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله ثم بكى وقال بأبي وأمي طبت حيا وميتا اذكرنا يا محمد عند ربك ولنكن من بالك وفي رواية للإمام أحمد فقبل جبهته ثم قال وانبياه ثم قبلها ثانيا وقال واصفياه ثم قبلها ثالثا وقال واخليلاه ففي ذلك نداء وخطاب له صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولما تحقق عمر رضي الله عنه وفاته صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر رضي الله عنه قال وهو يبكي بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد كان لك جذع تخطب الناس عليه فلما كثروا واتخذت منبرا لتسمعهم حن الجذع لفراقك حتى جعلت يدك عليه فسكن فأمتك أولى بالحنين عليك حين فارقتهم بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عند ربك أن جعل طاعتك طاعته فقال من يطع الرسول فقد أطاع الله تعالى بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك في أولهم فقال وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد بلغ من فضيلتك عنده إن أهل النار يودون أن يكونوا أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد اتبعك في قصر عمرك ما لم يتبع نوح في كبر سنه وطول عمره فانظر إلى هذه الألفاظ التي نطق بها عمر رضي الله عنه فقد تعدد فيها النداء له صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وقد رواها كثير من أئمة الحديث وذكرها القاضي عياض في الشفاء والقسطلاني في المواهب والغزالي في الإحياء وابن الحاج في المدخل فيبطل بها وبغيرها من الأدلة قول المانعين للنداء مطلقا القائلين إن كل نداء دعاء وكل دعاء عبادة وروى البخاري عن
Page 34