Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
يجوز التوسل بالأعمال الصالحة مع كونها أعراضا فالذوات الفاضلة أولى فإن عمر رضي الله عنه توسل بالعباس رضي الله عنه وأيضا لو سلمنا ذلك نقول لهم إذا جاز التوسل بالأعمال الصالحة فما المانع من جوازها بالنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار ما قام به من النبوة والرسالة والكمالات التي فاقت كل كمال وعظمت على كل عمل صالح في الحال والمآل مع ما ثبت من الأحاديث الدالة على ذلك ومثله سائر الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين وكذا الأولياء وعباد الله الصالحين لما فيهم من الطهارة القدسية ومحبة رب البرية وحيازة أعلى مراتب الطاعة واليقين من رب العالمين وذلك سببه كونهم من عباد الله المقربين فيقضي الله سبحانه وتعالى بالتوسل بهم حوائج المؤمنين وينبغي أن يكون ذلك التوسل مع الأدب الكامل واجتناب الألفاظ التي توهم التأثير لغير الله تعالى ومن أدلة جواز التوسل قصة سواد بن قارب رضي الله عنه التي رواها الطبراني في الكبير وفيها أن سواد بن قارب أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدته التي فيها لتوسل ولم ينكر عليه ومنها قوله وأشهد أن الله لا رب غيره * وأنك مأمون على كل غائب وأنك أدنى المرسلين وسيلة * إلى الله يا ابن الأكرمين الأطايب فرنا بما يأتيك يا خير مرسل * وإن كان فيما فيه شيب الذوائب وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * بمغن فتيلا عن سواد بن قارب فلم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله أدنى المرسلين وسيلة ولا قوله وكن لي شفيعا وكذا من أدلة التوسل مرثية صفية رضي لله عنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها رثته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بأبيات فيها قولها ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا * وكنت بنا بر أو لم تك جافيا ففيها النداء بعد وفاته مع قولها وأنت رجاؤنا وسمع تلك المرثية الصحابة رضي الله عنهم فلم ينكر عليها أحد قولها يا رسول الله أنت رجاؤنا قال العلامة ابن حجر في كتابه المسمى بالخيرات الحسان في مناقب الإمام أبي حنيفة
Page 27