Les Perles lumineuses en réfutation des Wahhabites
الدرر السنية في الرد على الوهابية
Année de publication
1396 - 1976 م
Genres
الفاعل الحقيقي وهو فضل الله تعالى وبالجملة فإطلاق لفظ الاستغاثة لمن يحصل منه غوث باعتبار الكسب أمر معلوم لا شك فيه لغة ولا شرعا فإذا قلت أغثني يا الله تريد الإسناد الحقيقي باعتبار الخلق والإيجاد وإذا قلت أغثني يا رسول الله تريد الإسناد المجازي باعتبار التسبب والكسب والتوسط بالشفاعة ولو تتبعت كلام الأئمة وسلف الأمة وخلفها لوجدت شيئا كثيرا من ذلك بل في الأحاديث الصحيحة كثير من ذلك ومنه ما في صحيح البخاري في مبحث الحشر ووقوف الناس للحساب يوم القيامة بينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم فتأمل تعبيره صلى الله عليه وسلم بقوله استغاثوا بآدم فإن الاستغاثة به مجازية والمستغاث به حقيقة هو الله تعالى وصح عنه صلى الله عليه وسلم لمن أراد عونا أن يقول يا عباد الله أعينوني وفي رواية أغيثوني وجاء في حديث قصة قارون لما خسف به أنه استغاث بموسى عليه السلام فلم يغثه بل صار يقول يا أرض خذيه فعاتب الله موسى حيث لم يغثه وقال له استغاث بك فلم تغثه ولو استغاث بي لأغثته فإسناد الإغاثة إلى الله تعالى إسناد حقيقي وإسنادها إلى موسى مجازي وقد يكون معنى التوسل به صلى الله عليه وسلم طلب الدعاء منه إذ هو صلى الله عليه وسلم حي في قبره يعلم سؤال من يسأله وقد تقدم حديث بلال بن الحرث رضي الله عنه المذكور فيه أنه جاء إلى قبره صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله استسق لأمتك أي ادع الله لهم فعلم منه أنه صلى الله عليه وسلم يطلب منه الدعاء بحصول الحاجات كما كان يطلب منه في حياته لعلمه بسؤال من يسأله مع قدرته على التسبب في حصول ما سئل فيه بسؤاله ودعائه وشفاعته إلى ربه عز وجل وأنه صلى الله عليه وسلم يتوسل به في كل خير قبل بروزه لهذا العالم وبعده في حياته وبعد وفاته وكذا في عرصات القيامة فيشفع إلى ربه وكل هذا مما تواترت به الأخبار وقام به الاجماع قبل ظهور المانعين منه فهو صلى الله عليه وسلم له الجاه الوسيع والقدر المنيع عند سيد: ومولاه المنعم عليه بما حباه وأولاه وأما تخيل المانعين المحرومين من بركاته إن منع التوسل والزيارة
Page 17