أسأرته «١» شفاه الفناء، صبابة في قعر الإناء، وأنا إذا كنزت على ذكر شعراء العصر جريدة فريدة، ثم انتهيت إلى مكانهم منها، فأسقطت شذورهم من النّظام، وطفرت «٢» إلى من وراءهم طفرة [١] النظّام، لم آمن أن يقال: هذا رجل [٢] ضيق العطن «٣»، قصير الشّطن «٤»، قليل الثّبات، مسترق [٣] الوثبات، يتخطّى رقاب الأحياء إلى رفات [٤] الأموات والوجه يملكه الحياء، وما يستوي الأموات والأحياء.
فإن اتّفق من هذا الجنس شيء فلا مشاركة إلّا في إثبات الاسم، والشّرط ألّا أعيد الأشعار الّتي تجمّلوا بها في كتبهم، وإن أعدت ذكر الشاعر الّذي تكثّروا به في صحفهم، ألّا أستعير من تلك الحقائق حليّا، ولا أن أرعى من تلك الرّياض خليّا، وأقتصر من ذلك
_________
[١]- في س وف ٢: ظفر.
[٢]- في ف ٢: الرجل.
[٣]- في ح وف ١: كثير وفي ب ٢ وب ١ وف ٣: ونزق.
[٤]- في با: رقاب.
1 / 34