Les larmes du clown
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Genres
الجمجمة
عثر تشوانج-تسو ذات يوم على جمجمة بهت لونها وإن ظلت محتفظة بشكلها، مسح عليها بعصاه وقال: «هل كنت فيما مضى من الزمان لرجل طموح أوصلته رغباته العاتية إلى هذه الحال؟ أم كنت لحاكم ساق بلاده إلى الهلاك ففصلت رأسه بالبلطة عن جسده؟ أم كنت لوغد شرير أورث أسرته العار؟ أم لشحاذ مات بعد أن قاسى آلام الجوع والبرد؟ أم وصلت إلى هذه الحال بعد أن بلغت من العمر عتيا؟» لما انتهى تشوانج-تسو من كلامه أخذ الجمجمة معه وجعلها عند النوم مخدة وضعها تحت رأسه، ورأى في الحلم كأن الجمجمة قد ظهرت له وقالت: لقد برعت يا سيدي في رصف كلماتك، ولكنها كلمات لا تستمد معناها إلا من الحياة، ولا تقوم لها قائمة إلا فيما يضطرب فيه الأحياء، أما الموت فلا يعرف شيئا من ذلك كله، أتريد أن تسمع عن الموت؟ أجاب تشوانج-تسو: نعم أريد. تكلمت الجمجمة قائلة: «ليس في الموت سيد ولا مسود، وتأثيرات الزمان شيء غير معروف، إن وجودنا التاريخي هو وجود السماء والأرض والسعادة التي ينعم بها أمير بين الناس لا تساوي شيئا إذا قيست بالسعادة التي نحيا فيها.» غير أن تشوانج-تسو لم يصدق الجمجمة فقال: «لو استطعت أن أقنع السيد المتصرف في الأقدار بالسماح لجسدك بأن يولد مرة أخرى وبتجديد عظمك ولحمك حتى ترجعي لأبويك وزوجك وولدك وصحابك ورفاقك الأوفياء لعهدك، فهل ترحبين بذلك؟» عندها فتحت الجمجمة عينيها على سعتهما وزوت حاجبيها وقالت: «كيف تنتظر مني أن أنبذ سعادتي الملكية وأغوص في شقاء القدر البشري وآلامه؟»
الساحر
في دولة تشينج عاش ساحر يدعى «كي هسين» كان يعرف كل شيء عن الميلاد والموت، والعمار والدمار، والسعادة والشقاء، والعمر الطويل والقصير، وكان يتنبأ بالأحداث قبل وقوعها بدقة متناهية كأنه أحد الأرواح. كان سكان تشينج يفرون كلما رأوه، ولكن لي-تسي زاره فأصابه الذعر ورجع إلى معلمه هو-تسي وهو يقول: «لقد تصورت أن الطريق (الطاو) الذي وصفته لي هو أكمل ما في الوجود، أما الآن فقد عرفت شيئا أكمل منه.»
رد عليه هو-تسي قائلا: «إنني لم أعلمك حتى الآن غير الثوب الظاهر للطريق، ولم أعلمك حقيقته ، ومع ذلك تزعم أنك تعرف عنه كل شيء، إذا خلت حظيرة الدجاج من الديكة، فهل يمكن أن يضع الدجاج بيضا؟ من حاول أن يفرض الطريق على الناس فلن يخسر إلا نفسه، أحضر ذلك الساحر وسوف أكشف له عن نفسي.»
في اليوم التالي جاء لي-تسي ومعه كي-هسين لزيارة هو-تسي، وعند خروجهما من بيت المعلم قال كي-هسين: «آه، إن معلمك يقترب من الموت، لن يبقى على قيد الحياة أكثر من عشرة أيام، لقد لاحظت عليه شيئا عجيبا، لاحظت رمادا رطبا.»
دخل لي-تسي على معلمه باكيا وروى عليه ما سمع، قال المعلم: «لقد أبديت له من نفسي ما تبديه لنا الأرض من سطحها الظاهر الساكن، في الوقت الذي لا تتوقف فيه عملية الخلق الدائرة في باطنها. لقد منعته فحسب من رؤية القوة الكامنة. أحضره مرة أخرى إلى.» في اليوم التالي كررا الزيارة، وعند انصرافهما قال كي-هسين للي- تسي: «معلمك محظوظ لأنه قابلني اليوم، إن حالته في تحسن، وعلامات الحياة تبدو واضحة على وجهه، لقد لاحظت أن الميزان اعتدلت كفتاه.»
دخل لي-تسي على معلمه وأخبره بما سمع، قال المعلم: «لقد أظهرت له نفسي كما تظهر السماء في صفاءها وهدوئها، ولم أسمح إلا بقدر قليل من القوة التي بدت تحت كعبي، بذلك استطاع أن يكتشف أن لدي شيئا منها، أحضره مرة أخرى.»
رجعا في اليوم التالي، وعند انصرافهما قال كي-هسين للي-تسي: «معلمك لا يستقر يوما على حال، لا يمكنني أن أستدل من مظهره على شيء، أقنعه بأن يثبت على وضع واحد وسوف أعود لفحصه من جديد.»
بعد أن سمع هو-تسي هذا الكلام من لي-تسي قال له: «لقد كشفت له عن نفسي في حال التوحد الكلي، حيث تضطرب حورية البحر، تكون الهاوية، حيث يسكن الماء، تكون الهاوية، حيث يدور الماء، تكون الهاوية، للهاوية تسعة أسماء، وما هذه غير ثلاثة منها.»
Page inconnue