Les larmes du clown
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Genres
قالت تحاول أن تهدئ من حماسه: القناعة يا ابني كنز.
أجابها كالعاصفة: غلط، القناعة هي سر المصائب، القناعة علمت الفلاح أن يرضى بالقليل، أن يعيش هو وأولاده كالحمير والجاموس، تغذية سيئة (نسبة ضئيلة من السعرات الحرارية)، حالة صحية سيئة (طبيب لكل 3600 إنسان، تصوري!) أمية وجهل منتشر (75 في المائة، تماما كما كانت على أيامك)، خزعبلات وأوهام موروثة يسمونها تقاليد، تعصب للأسرة وللأرض، وبلغة العلم جمود أفقي.
سألت: إيه يا حبيبي؟
استطرد متجاهلا سؤالها: جماهير مفرطة في الفقر، وأفراد مفرطون في الغنى.
قالت تنبهه: أمر الله يا ابني.
زمجر ساخطا: بالعكس، ناس ترضى بالبؤس والكدح، ترثهما وتورثهما للأولاد والأحفاد، هذا بلغة العلم هو الجمود الرأسي.
مصمصت بشفتيها، فهتف: قلت لك جمود رأسي!
هزت رأسها آسفة: ربنا يعينك يا ابني وينصر المسلمين.
تعجب في نفسه لسذاجتها، ثم عاد ينظر إلى القرية المستسلمة تحت نجوم لا ترحم: بلادنا يا أمي قرية، قرية كبيرة واحدة، قرية منسية، متخلفة، أمية، مريضة، مغلقة، بدائية، القرية هي أم المشاكل، لا بد أن نحييها، ننفخ فيها نور العلم، نبنيها من جديد، بيوت عصرية بالماء والنور والمجاري، بينها شوارع نظيفة، فيها بساتين ومساحات، مسارح وملاعب للأطفال، مكتبات. كل الفلاحين لا بد أن يخرجوا من تحت الأرض، يحسوا بالدنيا، يأكلوا ويشربوا، يرقصوا ويسمعوا الموسيقى، يفرحوا، لا بد أن يفرحوا يا أمي مرة واحدة من نفسهم، ويلبسوا البذل.
ضحكت حتى كاد يعاتبها وقالت: يلبسوا بذل؟ ربنا قادر على كل شيء.
Page inconnue