Les larmes du clown
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Genres
قال المأمور: محال يا أسد، ضرورات الأمن لا تسمح بهذا، أرواح الناس.
وأيده العمدة فقال: نظام السيرك ، نظام المدنية والحضارة .
تأوه الأسد ثم زأر بصوته العميق المخيف، وقف على ساقيه الخلفيتين ومد مخلبيه كأنه يستعطف القديس القديم الذي نزع منهما الشوكة، فتح فمه مرتين ليشرب الدموع المنسابة من عينيه، وأفاق الحارس العجوز في هذه اللحظة من إغمائه الطويل وجرى فرحا إلى الأسد، عانقه وغمر عرفه الذهبي بالقبلات وهو يقول: بارك الله فيك يا ولدي، كنت متأكدا أنك ستبيض وجهي أمام حضرة العمدة وتسترني أمام الأهالي والأعيان وسعادة المأمور، جزاك الله عني خيرا يا ولدي، هيا يا سبعي، هيا إلى المقعد العالي، هيا اعرض عليهم قفزتك المشهورة من الطوق الناري، هيا متعهم وفرح قلوبهم.
تخلص الأسد من الحارس بصعوبة: تأوه وزأر زأرة خفيفة، ثم شهق شهقة خيل للحاضرين أنه يلفظ معها آخر أنفاسه.
وتهاوى على جنبه وتمرغ على الأرض وعفر رأسه الذهبي بالتراب قبل أن يقول: أنا أموت، أموت.
ثم اختلجت أطرافه وانتفض جسده لحظة قبل أن يلقي الحارس العجوز نفسه عليه.
قال العمدة: الأسد مات.
هتف المأمور والمشايخ والأعيان: مات الأسد.
أما الناس فقد تعجبوا كثيرا حين قالوا لهم بعد الخروج من السيرك إن الأسد كان يتكلم، مع أن الأسود - وهذا أمر معلوم - لا تعرف اللغة العربية، كما أن هذه اللغة - وهذا أمر معروف أيضا للجميع - لغة عويصة يصعب حتى على البشر أن يتكلموا بها كلاما مفهوما.
عبد الغفار مكاوي
Page inconnue