Documentation of the Sunnah in the Second Hijri Century: Foundations and Trends

رفعت بن فوزي عبد المطلب d. Unknown
124

Documentation of the Sunnah in the Second Hijri Century: Foundations and Trends

توثيق السنة في القرن الثاني الهجري أسسه واتجاهاته

Maison d'édition

مكتبة الخنانجي بمصر

Numéro d'édition

الأولى

Genres

صلى الله عليه وسلم١، ويقول الشافعي أيضًا: إذا حدثت بالحديث، فيكون عندنا كذبًا، فأنت أحد الكاذبين في المأثم"٢. ويبين أن آفة كذب الحديث، في الأغلب، إنما تأتي من الرواة الكذابين، فيقول: "ولا يستدل على أكثر صدق الحديث وكذبه إلا بصدق المخبر وكذبه إلا في الخاص القليل من الحديث"٣. ٢٣٢- صور الكذب: ١- وهناك صور عديدة للكذب أشدها وأشنعها اختراع الأحاديث والكذب على رسول الله ﷺ، ولذلك قال الإمام أحمد وأبو بكر الحميدي والشافعي؛ رضوان الله عليهم: إن التائب من الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق تقبل روايته، ولكن التائب من الكذب متعمدًا على رسول الله ﷺ، لا تقبل روايته أبدًا، وإن حسنت توبته. ومما روي عن الشافعي في هذا: "كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب، وجدناه عليه، لم نعد لقبوله بتوبة تظهر٤. ٢- وذكر عبد الله بن الزبير الحميدي "٢١٩ هـ"، أن من صور الكذب أن يحدث الرجل عن آخر أنه سمعه ولم يدركه؛ لأنه توفي مثلًا قبل أن يولد، أو قبل أن يكبر ويميز سماع الأحاديث، أو عن رجل أدركه، ثم لوحظ عليه أنه لم يسمع منه. يقول: "فإن قال قائل: فما الذي لا يقبل به حديث الرجل أبدًا؟ قلت: هو أن يحدث عن رجل أنه سمعه ولم يدركه، أو عن رجل أدركه، ثم وجد عليه أنه لم يسمع منه، أو بأمر يتبين عليه في ذلك كذب، فلا يجوز حديثه أبدًا، لما أدرك عليه من الكذب فيما حدث به"٥.

١ آداب الشافعي ص٢١٧، ٢١٨. ٢ مناقب الشافعي: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي "٣٨٤ - ٤٥٨هـ" تحقيق السيد أحمد صقر الطبعة الأولى ١٣٩١هـ - ١٩٧١م، دار التراث بالقاهرة ٢/ ٢٦. ٣ الرسالة ص٣٩٩. ٤ مقدمة ابن الصلاح بشرح التقييد والإيضاح ص ١٥٠ - ١٥١، تدريب الراوي ١/ ٣٢٩. ٥ الكفاية ط مصر: ص١٩١.

1 / 136