فإن سأل عن قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} (¬1) فقال: {كحب الله} وهم مشركون؟ قيل له: قال المفسرون: أي كحب المؤمنين الله.
فإن قال: فقوله تعالى: {يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} (¬2) أي أعمال كانت لهم؟ قيل له: قد قيل بوجوه:
- أحدها يقول: أعمالهم السوء تصير حسرات عليهم وندامات، هلا كانوا عملوا غيرها، وهو قول ابن عباس.
- والوجه الآخر يقول: أعمالهم التي فرضت عليهم في الدنيا، وعمل بها غيرهم فاستوجب الثواب، ولم يعملوا هم بها.
- ووجه آخر قاله المفضل (¬3) : ليست هناك أعمال ترى، إنما يعلمون أن أعمالهم /49/ في الدنيا لم تنفعهم.
* مسألة [في قوله تعالى: {فمآ أصبرهم على النار}]:
فإن سأل عن قوله تعالى: {فمآ أصبرهم على النار} (¬4) فقال: وهل يكون عليها صبر؟ قيل له: يريد ما الذي جرأهم على النار؟ يصيره استفهاما، وهو قول ابن عباس.
وقال أبو عبيدة (¬5) : "ما" في هذا الموضع في معنى "الذي"، مجازها: ما الذي صبرهم على النار ودعاهم إليها؟ وليس بتعجب.
وقال المفضل: فيه وجهان:
- أحدهما: أن يكون "ما" بمعنى "أي"، كأنه قال: أي شيء صبرهم على النار. ويقال: أصبره على كذا وكذا وصبره بمعنى.
- والوجه الآخر: {فمآ أصبرهم}: ما أجرأهم.
Page 99