95

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

فإن سأل عن قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} (¬1) فقال: {كحب الله} وهم مشركون؟ قيل له: قال المفسرون: أي كحب المؤمنين الله.

فإن قال: فقوله تعالى: {يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} (¬2) أي أعمال كانت لهم؟ قيل له: قد قيل بوجوه:

- أحدها يقول: أعمالهم السوء تصير حسرات عليهم وندامات، هلا كانوا عملوا غيرها، وهو قول ابن عباس.

- والوجه الآخر يقول: أعمالهم التي فرضت عليهم في الدنيا، وعمل بها غيرهم فاستوجب الثواب، ولم يعملوا هم بها.

- ووجه آخر قاله المفضل (¬3) : ليست هناك أعمال ترى، إنما يعلمون أن أعمالهم /49/ في الدنيا لم تنفعهم.

* مسألة [في قوله تعالى: {فمآ أصبرهم على النار}]:

فإن سأل عن قوله تعالى: {فمآ أصبرهم على النار} (¬4) فقال: وهل يكون عليها صبر؟ قيل له: يريد ما الذي جرأهم على النار؟ يصيره استفهاما، وهو قول ابن عباس.

وقال أبو عبيدة (¬5) : "ما" في هذا الموضع في معنى "الذي"، مجازها: ما الذي صبرهم على النار ودعاهم إليها؟ وليس بتعجب.

وقال المفضل: فيه وجهان:

- أحدهما: أن يكون "ما" بمعنى "أي"، كأنه قال: أي شيء صبرهم على النار. ويقال: أصبره على كذا وكذا وصبره بمعنى.

- والوجه الآخر: {فمآ أصبرهم}: ما أجرأهم.

Page 99