* مسألة [وصف الله تعالى بالقوة والقدرة والمعرفة والدراية والوجدان والشهود والاطلاع والغنى]:
وجائز أن يقال: إنه تعالى قوي على الحقيقة، كما يقال: إنه قادر على الحقيقة. وجائز القول بأنه عارف بالأشياء، كما يقال: إنه عالم بها؛ لأن العلم هو المعرفة، والعالم بالشيء في الشاهد (¬1) هو العارف به.
وجائز أن يقال: يدري الأشياء، كما يقال: إنه يعلمها، وإن كان استعمال هذه اللفظة في صفاته قليلا؛ لأن الوصف للعالم في الشاهد بأنه يدري الأشياء بمعنى الوصف له أنه يعلمها ويعرفها؛ فلما كان الله تعالى عالما بالأشياء صح أنه يدري بها، وقد جاز ذلك في صفاته جل وعز عند أهل اللغة؛ وقال بعض الشعراء:
لا هم لا أدري وأنت الداري (¬2)
يريد: لا أعلم أنت العالم.
وجائز أن يوصف بأنه يجد الأشياء؛ لأن العلم وجدان في اللغة، والعالم بالشيء في اللغة واجد له، فلما كان الله تعالى بالأشياء عالما كان لها قادرا.
Page 8