262

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

فإن قال: إن مما يدل على أن الله تعالى لا يريد الكفر والفجور أن المريد لشتمه سفيه غير حليم، فلما كان الله تعالى حكيما علمنا أنه لا يريد شتمه، قيل له: إن إرادة الله تعالى لا تشبه إرادة خلقه، وقد أراد شتم الشاتمين له معصية لا طاعة، خلاف مدح المادحين له. والله تعالى (¬1) أراد ميل أهل الأهواء والشهوات عن الحق معصية لا طاعة، ولم يرد ميلهم طاعة له في ذلك. وأراد الله تعالى الصلاح ممن أتى به مختارا غير مكره طاعة، ولم يرد أن يكون الصلاح معصية، ولم يرد الكفر والضلال إيمانا ولا طاعة، ولكن أراد الكفر من فعل الكافر معصية غير طاعة، وضلالا غير هدى، وكفرا غير إيمان.

* مسألة [هل يخرج الكفر عن إرادة الله وملكه؟]:

يقال للقدرية: أليس لله ملكوت السماوات والأرض وما فيهما من شيء؟ فإن قالوا: لا، كفروا وكذبوا بكتاب الله تعالى، وجعلوا معه سبحانه من يملك شيئا، لا إله إلا الله، ودخلوا هاهنا في قول الزنادقة، وإن قالوا: بلى، فقل: أليس أراد الله تعالى وأحب وشاء ورضي أن يكون الكفر في ملكه؟ فإن قالوا: نعم، خصموا وتركوا قولهم ودخلوا فيما عابوا على خصمهم، وأقروا بأن الله قد أحب وأراد وشاء ورضي أن يكون الكفر، وذلك ترك قولهم ودخولهم فيما عابوا علينا.

Page 266