174

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genres

وقوله تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} (¬1) معناه: ويبقى ربك ذو الجلال والإكرام. وقيل في قوله عز وجل: {كل شيء هالك إلا وجهه} (¬2) كل الأعمال تضمحل، زائل نفعها إلا ما التمس به وجه الله عز وجل، وتقرب به إليه. وقيل: {كل شيء هالك إلا وجهه}: إلا الله عز وجل.

فصل منه [في تأويل الوجه في حق الله تعالى]

لا يجوز أن يكون لله عز وجل وجه على ما يعقل من وجوه الأجسام؛ لأن الله تعالى ليس بجسم، ولا يجوز عليه /77/ التبعيض، فيكون وجهه (¬3) بعضه؛ لأن من كان كذلك كان ذا تركيب وتصوير، وكان تركيبه قاضيا على حدوثه، كما كان تركيب الأجسام قاضيا على حدوثها؛ لأن من جاز عليه الاجتماع جاز عليه الافتراق والاجتماع، والاجتماع والافتراق هما غير المجتمع والمفترق، فلا بد من أن يكونا محدثين، فلما كان الله عز وجل قديما لم يجز عليه الاجتماع والافتراق، ولم يجز أن يكون ذا أبعاض ولا أن يكون جسما، لم يجز أن يكون ذا وجه على ما يعقل من وجوه الأجسام، وكان قوله عز وجل: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك} و{كل شيء هالك إلا وجهه} إنما هو على جهة التوسع والمجاز إذا كان عندهم مستعملا معروفا، وهو يعني {إلا وجهه}: إلا هو، {ويبقى وجه ربك}.

Page 178