مسلك أهل الغي والضلال، واعتمد فيما يحكيه على ما هو من أمحل المحال، وأوخم١ الانتحال، واتبع فيها أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل، حيث لم يتمسكوا من الكتاب والسنة بأوضح برهان وأقوم دليل، ولم يردوا من كوثر٢ حوضهما السلسبيل، بل عدلوا إلى آسن قلوط٣ أهل الفلسفة والتجهيل والتبديل، وحادوا فيها عن منهج أهل الحق والصدق والعدل والإنصاف، وساروا على طريقة أهل الغي والكذب والانحراف.
وقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥] .
فإن الله تعالى قد بين الحق بيانا كافيا شافيًا، وأرسل رسوله محمدًا ﷺ إلى الخلق بالحق٤ مبشرًا ونذيرًا وداعيًا،
_________
١ في الأصل: وخم.
٢ سقطت: "كوثر" من ط: المنار. والرياض.
٣ القلّوط: بفتح القاف، وتشديد اللام، وبالطاء المهملة، هو: نهر بدمشق الشام، يحمل أقذار البلد وأوساخه وأنتانه، ويسمى في هذا الوقت قليطًا بالتصغير والله أعلم – قاله العلامة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في شرح النونية ٢/٨٦ على قول ابن القيم:
يا وارد القلوط ويحك لو ترى ... ماذا على شفتيك والأسنان
يا وارد القلوط طهّر فاك من ... خبثٍ به واغسله من أنتان
٤ سقطت من الأصل.
1 / 8