وَقَالَ آخر
(إِن المساءة للمسرة موعد ... أختَان رهن للعشية أَو غَد)
(فَإِذا سَمِعت بهالك فتيقنن ... أَن السَّبِيل سَبيله وتزود)
وَقَالَ آخر يرثي أَخَاهُ
٣ - (أَخ وَأب بر وَأم شفيقة ... تفرق فِي الْأَبْرَار مَا هُوَ جَامعه)
٤ - (سلوت بِهِ عَن كل من كَانَ قبله ... وأذهلني عَن كل مَا هُوَ تَابعه)
وَقَالَ آخر يرثي ابْنه
٥ - (ذهبت على حِين أعجبتني ... وَولى الشَّبَاب وَجَاء الْكبر)
٦ - (فَإِن أبك أبك على فاجع ... وَإِن يَك صَبر فمثلي صَبر)
ــ
١ - الْمَعْنى أَن المسرة لَا تدوم على حَال إِذْ موعدها المساءة وهما أختَان لوُقُوع التقابل بَينهمَا فالإنسان يَمُوت إِمَّا لَيْلًا أَو نَهَارا
٢ - الْمَعْنى إِذا بلغك موت أحد فَاعْتبر بِهِ وتيقن أَن سَبِيلك سَبيله فَخير مَا يخْتَار فِي الْحَيَاة التزود بِالْعَمَلِ الصَّالح
٣ - الْمَعْنى أَن أخي كَانَ جَامعا للمشتت من الْأَخْلَاق الْحَسَنَة فَكَانَ أَخا فِي الْمَوَدَّة وَأَبا فِي الْبر وَأما فِي الرأفة وَقَلِيل اجْتِمَاع هَذِه الْأَخْلَاق فِي رجل وَاحِد
٤ - الْمَعْنى أَنِّي كنت مستغنيا بِهِ عَن كل عَزِيز فقدته قبله فصرت لَا أُبَالِي بعد مَوته بفقد أحد
٥ - الْمَعْنى أَنِّي فقدتك حِين سر قلبِي بك وَقمت بخدمتي فَذَهَبت حِين تولى الشَّبَاب ونزول الْكبر
٦ - الْمَعْنى أَنِّي إِذا بَكَيْت لَا ألام فَإِنِّي لَا أبْكِي إِلَّا على من فجع النَّاس مَوته وَإِذا قدر مني