Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
Maison d'édition
الدار القومية للطباعة والنشر
Lieu d'édition
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Genres
وكِلاهما في كفِّه يَزَنِيِّةٌ ... فيها سِنانٌ كالمنَارَةِ أَصْلَعُ (١)
ويُروَى: "وَتشاجَرَا بمُذَلّقَيْن كلاهما (٢)، تَشاجَرا: تَطاعَنا، "بمُذَلَّقَيْن": بسنانَين حادَّين، وأراد الرمحين. "كالمنارة": أراد السراج. "وأصلع"، أي يبرق؛ يقال:"انصَلَعت الشمسُ": إذا بدا ضوءها".
وكلاهما مُتوَشِّحٌ ذا رَوْنَقٍ ... عَضْبًا إذا مسَّ الضَّريبةَ يَقْطَع
قوله: "عَضْبا" أي قاطعا. ورَوْنَقه: ماؤه. والكريهة (٣): الضَّريبة الشديدة.
والضريبة: ما وقع عليه السيف. ويُروَى: "إذا مَسَّ الأَيابسَ" وهي العَظْم والحديدُ وما أشبه ذلك.
فتخالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوافِذٍ ... كنَوافِذِ العُبُطِ الّتي لا تُرْقَعُ (٤)
أي جعل كلُّ واحد منهما يختلس نفسَ صاحبه "أي يطعنه (٥) بهذه النوافذِ العُبُط" إذا انقدّت (٦)، والعُبُط: شُقوقٌ عُبِطتْ (٧) في ثيابٍ جُدُد.
_________
(١) اليزنية: القناة منسوبة إلى ذي يزن من ملوك حمير.
(٢) تمام الرواية: "فيه شهاب" الخ.
(٣) هذه رواية أخرى في البيت مكان قوله: "الضريبة".
(٤) يقول: أن كلا من هذين البطلين قد اختلس نفس صاحبه بطعنات نوافذ تشبه في اتساعا ونفاذها وعدم التئامها شقوقا في ثياب جدد لا ترقع بعد شقها، وهي شقوق الجيوب وأطراف الأكمام والذيول، إذ هي التي لا ترقع بعد أن تشق، وهي العبط بضمتين، الواحد عبيط، من العبط، وهو شق الثوب ونحوه صحيحا.
(٥) كذا وردت هذه العبارة التي بين هاتين العلامتين في الأصل؛ وهي غير مستقيمة؛ والظاهر أن في الكلام نقصا، فإن الشاعر يريد تشبيه نوافذ الطعن بنوافذ العبط، لا أن الطعن بنوافذ العبط كما تقيده عبارته لظهور فساده. وانظر كلامنا على معنى البيت في الحاشية التي قبل هذه.
(٦) في الأصل: "أنفذت"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتناه كما يقتضيه السياق. ويلوح لنا أن في هذه العبارة نقصا، وصوابها "إذا انقدّت لا ترقع".
(٧) في الأصل "خيطت"؛ وهو تصحيف. و"عبطت"، أي شقت.
1 / 20