والنقع قد كتم الربى، فكأنه # سيل تحدر، والجياد قوارب (1)
ولرب ليل قد طويت رداءه، # وعلى الإكام من الظلام جلابب
ليل ترامى بالعبير نسيمه، # والترب تحفزه صبا وجنائب
وركبت أعجاز النجوم وفتية # مثل النجوم طوالع وغوارب
خضنا الظلام، وكلنا بجنانه # ماض على عجل، وليس كواكب
غلب كأنهم الصقور جوانحا، # وكأن أكناف الجياد مراقب (2)
وإذا قلوب لم تكن كعيوننا # لم يغننا أن النجوم ثواقب (3)
وأذل من قبر الخمول نشرته، # فغدا يناهبك العلى ويجاذب
أوسعته كرما، فأوغر صدره # أن الأقارب بعدها لعقارب
جود ضعيف إن تلم ملمة # لمؤمل، وأذى ألد مشاغب
ولقد ملأت على عدوك جلده، # حتى طمى جزع، وضاق مذاهب (4)
بالعقل يبلغ ما تعذر بالقنا، # وظبى القواضب، والعقول مواهب
أمنيل طالب نائل من جوده # كمنال صدر العضب يوم يضارب
اليوم من فتيات دهرك، فارعه، # وجميع أيام الزمان أشائب
والعيد داعية السرور، وليته # أبدا على بعض الرجال مصائب
فتهن طماح العلاء، ولا تزل # في غمر جودك للرجال رغائب
خير من المال الذي يعطيكه، # وأحد من غرب الحسام الضارب
غ
Page 87