كأن الرياض الغر حول بيوتهم # ذئاب الغضا يمرحن في كل مرود (1)
إذا ما انتشوا هزوا رءوسا كريمة، # لها طرب بالجود قبل التغرد
تراموا بها حمراء تحسب شربها # ذوي قرة حفوا جوانب موقد (2)
لهم سامر تحت الظلام وراكد # على النار يذكيها بضال وغرقد (3)
يقول الفتى منهم لراعي عشاره: # ألا لا تقيدها بغير المهند
مضى النجباء الأطولون كأنهم # صدور القنا في الشرعبي المعضد (4)
رمت فيهم بعد التئام وألفة # يد الأربى، صدع البلاط الممرد (5)
تشظوا تشظي العود تجري فروعه # على ثغرها خرقاء مجنونة اليد (6)
تكبهم الأيام عن جمحاتها # كما كب أعجاز الهدي المقلد
خلت بهم الأجداث عنا وأطبقت # على المجد منهم كل بيداء قردد (7)
فمن يعدل الميلاء أو يرأب الثأى # ويأخذ من ريب الزمان على يد (8)
تفانوا على كسب العلى، وتجرعوا # بأيديهم كأس الردى جرع الصدي (9)
كما رض في مر السيول عشية # ذرى جلمد صعب الذرى قرع جلمد
Page 347