يروعه الركب مجتازا ويزعجه # زجر الحداة تشل الأينق الطلحا (1)
هل يبلغنهم النفس التي ذهبت # فيهم شعاعا، أو القلب الذي قرحا (2)
إن هان سفح دمي بالبين عندهم، # فواجب أن يهون الدمع إن سفحا
قل للعواذل: مهلا فالمشيب غدا # يغدو عقالا لذي القلب الذي طمحا
هيهات أحوج مع شيبي إلى عذل، # فالشيب أعذل ممن لامني ولحا
قف طالعا أيها الساعي ليدركني، # فبعدك الجزع المغرور قد قرحا
لا عز أخبثنا عرقا، وأهجننا # أما، وأصلدنا زندا إذا قدحا
أظن رأسك قد أعياك محمله، # ورب ثقل تمناه الذي طرحا
كم المقام على جيل سواسية، # نرجو الندى من إناء قل ما رشحا
تشاغل الناس باستدفاع شرهم # عن أن يسومهم الإعطاء والمنحا
في كل يوم يناديني لبيعته # مشمر في عنان الغي قد جمحا
إن تمنين لمنديل، إذا لكم # متى يشا ماسح منكم بها مسحا
إلام أصفيكم ودي على مضض، # وكم أنير وأسدي فيكم المدحا (3)
يروم نصحي أقوام وروا كبدي، # والعجز أن يجعل الموتور منتصحا
أرى جناني قد جاشت حلائبه، # ما يمنع القلب من فيض وقد طفحا
شمر ذويلك، واركبها مذكرة، # واطلب عن الوطن المذموم منتدحا
وحمل الهم، إن عناك نازله # غوارب الليل والعيرانة السرحا (4)
وانفض رجالا سقوك الغيظ أذنبة # وأورثوك مضيض الداء والكشحا (5)
الحمر الوحشية السارحة.
Page 233