وهل تنبت الكرم وديانا ... ويخضر في كرمنا الموسم ؟
وهل يلتقي الري والظامئو ... ن ؛ ويعتنق الكأس والمبسم ؟
لنا موعد نحن نسعى إليه ... ويعاتاقنا جرحنا المؤلم
فنمشي على دمنا والطريق ؛ ... يضيعنا والدجى معتم
فمنا على كل شبر نجيع ؛ ... تقبله الشمس والأنجم
***
سل الدرب كيف التقت حولنا ... ذئاب من الناس لا ترحم
وتهنا وحكمنا في المتاه ... سباع على خطونا حوم
يعيثون فينا كجيش المغول ... وأدنى إذا لوح المغنم
فهم يقتنون ألوف الألوف ... ويعطيهم الرشوة المعدم
ويبنون دورا بأنقاض ما ... أبادوا من الشعب أو هدموا
أقاموا قصورا مداميكها ... لحوم الجماهير والأعظم
قصورا من الظلم جدرانها ... جراحاتنا أبيض فيها الدم
***
أخي إن أضاءت قصور الأمير ... فقل : تلك أكبادنا تضرم
وسل ؛ كيف لنا لعنف الطغاة ... فعاثوا هنا وهنا أجرموا ؟
فلا نحن نقوى على كفهم ... ولا هم كرام فمن ألوم ؟
إذا نحن كنا كرام القلوب ؛ ... فمن شرف الحكم أن يكرموا
وإن ظلمونا ازدراء بنا ... فأدنى الدناءات أن يظلموا
وإن أدمنوا دمنا فالوحوش ... تعب النجيع ولا تسأم
وإن فخروا بانتصار اللئام ... فخذلاننا شرف مرغم
وسائلنا فوق غاياتهم ... وأسمى ، وغاياتنا أعظم
فنحن نعف وهل إن رأوا ... لأدناسهم فرصة أقدموا
وإن صعدوا سلما للعروش ... فأخزى المخازي هو السلم
***
وما حكمهم جاهلي الهوى ؟ ... تقهقه من سخفه الأيم
وأسطورة من ليالي " جديس " ... رواها إلى " تغلب " " جرهم "
ومطمعهم رشوة والذباب أكول ... إذا خبث المطعم
رأوا هدأة الشعب فاستذأبوا ... على ساحة البغي واستضغموا
وكل جبان شجاع الفؤاد ؛ ... عليك ؛ إذا أنت مستسلم
وإذعاننا جرأ المفسدين ... علينا وأغراهم المأثم
***
أخي نحن شعب أفاقت مناه ... وأفكاره في الكرى تحلم
ودولتنا كل ما عندها ... يد تجتني وحشى يهضم وغيد بغايا لبسن النضار ... كما يشتهي الجيد والمعصم
Page 55