275

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Genres

وقال في رثاء نور الدين العلامة السالمي رحمه الله

ريب المنون مقارض الأعمار ... ... وحياتنا تعدو الى المضمار

والنفس تلهو فوق تيار الردى ... ... ... يا ليتها حذرت من التيار

قرت على رنق وزخرف باطل ... ... مثل القرار على شفير هار

ماذا يغر المرء من محياه في ... ... ... دنياه وهي قرارة الاكدار

يتساقط المغرور في لهواتها ... ... ... تفريه بالانياب والاظفار

كشفت سرائرها ونادت جهرة ... ... ... بعيوبها في سائر الاعصار

لم يبق شيء من شئون صروفها ... ... في نحت اثلتنا على الاضمار

نفقت تجارتها وما باعت على ... ... ... غرر ولا كذبت على التجار

بتهافت العمار في هلكاتها ... ... ... فعل الفراش على لهيب النار

تجري الى شهواتها سعيا على ... ... أنقاض ما هدمت من الأعمار

نصبت حبالتها وأنذرت الردى ... ... وكأننا صمم عن الانذار

صدعت بما جبلت عليه ولم تدع ... ... ذكرى ولا عظة وراء ستار

شر الغرور سكون ذي بصر الى ... ... عيش تمزقه يد الأخطار

عبر تلونها الصروف وأنفس ... ... ... تفنى وآثار على آثار

هل زاد عيشك ذرة عن هذه ... ... ... لو كنت في الدنيا على استبصار

هلا اعتبرت وفي حياتك عبرة ... ... مما تصرفه يد المقدار

لا تستمر لك السلامة لمحة ... ... ... وغوائل الأيام في استمرار

ما بالنا نبكي الفقيد ونحن من ... ... ... حب الذي أرداه في استهتار

شغف النفوس بما يراقبه الفنا ... ... ... أثر الهوى ومحبة الأوطار

جسر المنون أمام وجهك عابر ... ... ولسوف تعبره مع السفار

شمر لتعبره مخفا سالما ... ... ... من ثقل ما أوقرت من أوزار

ليس العظات بما يقول مذكر ... ... ... مثل العظات بمصرع الأعمار

كم للمنون لو اعتبرنا من يد ... ... ... في سلبها الأرواح بالتذكار

ما الحزن الفتنا لمقصود الردى ... ... يغتال في الايراد والأصدار

اترى يجد البين فينا هازلا ... ... ... ويريحنا بمصارع الأخيار

كلا ولكن الحياة بهيمة ... ... ... تجري عليها مدية الجزار

خلقت لما خلقت له من حكمة ... ... ... وتعود تتبع دعوة الجبار

مزمومة نير القضاء يقودها ... ... ... مربوبة لمشيئة المختار

كتب البقاء لنفسه مستأثرا ... ... ... باماتة الأحياء والأنشار

واذا اعتبرت حياتك الدنيا تجد ... ... ان الحياة نظنة الأعذار ما بين معركة وأخرى يبتغي ... ... ... أملا لباقية ذوو الأبصار

Page 276