89

من خمرة تذر الكبير إذا انتشى

بعد اشتعال الشيب وهو غلام

لعب الزمان بها ، فغادر جسمها

شبحا تحار لدركه الأفهام

حمراء ، دار بها الحباب فصورت

فلكا تحف سماءه الأجرام

لا تستقيم العين في لمعانها

وتزل عند لقائها الأقدام

تعشو الركاب ، فإن تبلج كأسها

ساروا ، وإن زال الضياء أقاموا

حبست بأكلف ، لم يقم بفنائه

نور ، ولم يبرح عليه ظلام

حتى إذا رقدت ، وقر قرارها

سلست ؛ فليس لذوقها إيلام

تسم العيون بنارها ، لكنها

برد على شرابها وسلام

فاصقل بها صدأ الهموم ، ولا تكن

غرأ تطير بلبه الأوهام

واعلم بأن المرء ليس بخالد

والدهر فيه صحة وسقام

Page 89