76

صرحان ، ما دارت الأفلاك منذ جرت

على نظيرهما في الشكل والعظم

تضمنا حكما بادت مصادرها

لكنها بقيت نقشا على رضم

قوم طوتهم يد الأيام ؛ فاتقرضوا

وذكرهم لم يزل حيا على القدم

فكم بها صور كادت تخاطبنا

جهرا بغير لسان ناطق وفم

تتلو ل ( هرمس ) آيات تدل على

فضل عميم ، ومجد باذخ القدم

آيات فخر ، تجلى نورها ؛ فغدت

مذكورة بلسان العرب والعجم

ولاح بينهما ' بلهيب ' متجها

للشرق ، يلحظ مجرى النيل من أمم

كأنه رابض للوثب ، منتظر

فريسة ؛ فهو يرعاها ، ولم ينم

رمز يدل على أن العلوم إذا

عمت بمصر نزت من وهدة العدم

فاستيقظوا يا بني الأوطان ، وانتصبوا

للعلم ؛ فهو مدار العدل في الأمم

Page 76