البحر : كامل تام
لا تركنن إلى الزمان ؛ فربما
خدعت مخيلته الفؤاد الغافلا
واصبر على ما كان منه ؛ فكلما
ذهب الغداة أتى العشية قافلا
كفل الشقاء لمن أناخ بربعه
وكفى ابن آدم بالمصائب كافلا
يمشي الضراء إلى النفوس ، وتارة
يسعى لها بين الأسنة رافلا
لا يرهب الضرغام بين عرينه
بأسا ، ولا يدع الظباء مطافلا
بينا ترى نجم السعادة طالعا
فوق الأهلة إذ تراه آفلا
فإذا سألت الدهر معرفة به
فاسأل لتعرفه النعام الجافلا
فالدهر كالدولاب ، يخفض عاليا
من غير ما قصد ، ويرفع سافلا
Page 49