١٨ - فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ وَمُرْضعٍ ... فألْهَيتُها عن ذي تمائمَ مُحْوِلِ
خفض فمثلك بإضمار رُبّ، أراد فرب امرأة حبلى. الطروق: الإتيان ليلًا، والفعل طرق يطرق. المرضع: التي لها ولد رضيع، إذا بنيت على الفعل أنثت فقيل: أرضعت فهي مرضعة، وإذا حملوها على أنها بمعنى ذات إرضاع أو ذات رضيع لم تلحقها تاء التأنيث، ومثلها حائض وطالق وحامل، لا فصل بين هذه الأسماء فيما ذكرنا، وإذا حملت على أنها من المنسوبات لم تلحقها علامة التأنيث، وإذا حملت على الفعل لحقتها علامة التأنيث، ومعنى المنسوب في هذا الباب أن يكون الاسم بمعنى ذي كذا أو ذات كذا، والاسم إذا كان من هذا القبيل عَرَّته العرب من علامة التأنيث كما قالوا: امرأة لابن وتامر أي: ذات لبن وذات تمر، ورجل لابن تامر أي: ذو لبن وذو تمر، ومنه قوله تعالى: ﴿السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِه﴾ [المزمل: ١٨] نص الخليل على أن المعنى: السماء ذات انفطار به، لذلك تجرد منفطر عن علامة التأنيث. وقوله تعالى: ﴿لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ﴾ [البقرة: ٦٨] أي: لا ذات فرض، وتقول العرب: جمل ضامر وناقة ضامر، وجمل شائل (١) وناقة شائل، ومنه قول الاعشى:
عهدي بها في الحي قد سربلت ... بيضاء مثل المهرة الضامر
أي: ذات الضمور، وقول الآخر:
وغررتنِي وزعمتِ أنَّكِ ... لابن في الصيف تامر
أي: ذات لبن وذات تمر؛ وقول الآخر:
ورابَعَتني تحت ليل ضارب ... بساعد فَعْمٍ وكفٍّ خاضب (٢)
_________
(١) شائل: الشائل من النوق، التي ترفعها ذنبها للفحل.
(٢) رابعتني: رفعت معي العدل بالعصا على ظهر البعير. فعم: مستوي الخلق المملوء.
1 / 30