الخلافيات - البيهقي - ت النحال
الخلافيات - البيهقي - ت النحال
Chercheur
فريق البحث العلمي بشركة الروضة، بإشراف محمود بن عبد الفتاح أبو شذا النحال
Maison d'édition
الروضة للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Lieu d'édition
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Genres
الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه
تأليف
شيخ السنة الإمام الحافظ أبي بكر البيهقي
(٣٨٤ هـ - ٤٥٨ هـ)
تحقيق ودراسة
فريق البحث العلمي بشركة الروضة
يحقق لأول مرة على خمسة أصول خطية
[المجلد الأول]
Page inconnue
(المشرف العلمي):
محمود بن عبد الفتاح أبو شذا النحال
(فريق العمل):
أشرف محمد نجيب
سعيد عبد الجواد محمد (أبو العبدين)
حسام أبو الدهب
ياسر السيد مدين
محمد السيد خليل
حسام الدين عبد الله سليمان
محمد حسن متبولي
أحمد محمد سليمان
أشرف محمد علي
عمرو إبراهيم حافظ
ياسر كمال أحمد
أيمن عز الدين علي
إبراهيم وفيق إبراهيم
1 / 2
الخِلافِيَّاتُ بَيْنَ الإِمَامَيْنِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيْفَةَ وَأَصْحَابِهِ
المُجلَّدُ الأوَّلُ
1 / 3
الطبعة الأولى
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
رقم الْإِيدَاع: ١١١٦٤/ ٢٠١٥
الترقيم الدولي: ٥ - ٥ - ٨٥٢٠٢ - ٩٧٧ - ٩٧٨
جَمِيع حُقُوق الطَّبْع والنشر مَحْفُوظَة لشركة الرَّوْضَة للنشر والتوزيع وَلَا يجوز طبع أَي جُزْء من الْكتاب أَو تَرْجَمته لأي لُغَة أَو نَقله ونسخه على أَيَّة هَيْئَة أَو نظام إلكتروني أَو على الإنترنت دون مُوَافقَة كِتَابِيَّة من الناشر إِلَّا فِي حالات الاقتباس الْمَحْدُود بغرض الدراسة مَعَ وجوب ذكر الْمصدر.
الرَّوْضَة للنشر والتوزيع
جمهورية مصر الْعَرَبيَّة ٢٦ شَارِع ميدان الجمهورية - عابدين - الْقَاهِرَة.
E-mail: dr.alrawda@gmail.com
تليفون: ٠٠٢٠١٠١٧٨٩٨٨٦٤ - ٠٠٩٦٦٥٠٥١٧٥١٠٠ - ٠٠٩٦٦٥٦٧١٣١٤١٦
1 / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كلمة الناشر
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فلما كانت السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع، وهي الضياء الذي يستنير به السائر في تفسير كتاب الله ﷿، والعَلَم الذي يهتدي به الفقهاء في طرقات العِلم. .
واستنادًا إلى الموروث الفقهي الذي خلّفه لنا سلفنا، وكَفَونا به مُؤنة البحث في عظيم المسائل، ووسّعوا به آفاق أفهام مَن بعدهم. .
وفي ظل الهجمات المتتالية لأعداء الإسلام على ثوابته وقواعده، والتطاول على سنة سيد الخلق، بل وعلى نبينا المعصوم ﷺ. . والدعوات المتتابعة لجعل الإِسلام بعيدًا عن أهله، وإبعاد أهله عنه.
لكل هذا. . يطيب لنا أن نقدم للقراء الأعزاء والمهتمين بالعلم باكورة إنتاج الروضة للنشر والتوزيع، وثمرتها الأولى لخدمة السنة النبوية المشرفة. . كتاب الخلافيات، لإمام جليل ملأ الدنيا علمًا؛ وهو الإمام البيهقي ﵀.
ولقد بذلنا جهدا كبيرا في سبيل إظهار هذا الكتاب، ولم نأل جهدًا في البحث عن أصوله الخطية وتتبعها من مظانّها. فنسأل الله أن يتقبله منا، وأن يجعله في ميزان حسناتنا، إنه جوَاد كريم.
1 / 5
وقد أخذنا على أنفسنا عهدًا ألا نخرج للأمة الإِسلامية إلا كل مفيد ونافع؛ خاصة الأمات التي لم تر النور بعد، أو حتى الكتب التي طبعت ولكن لم تخدم خدمة لائقة بكتب السنة.
راجين من المولى ﷿ أن يوفقنا لخدمة كتابه وسنة نبيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الناشر
* * *
1 / 6
المقدمة العلمية للتحقيق
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبيِّنا محمَّد ﷺ. وبعد؛
فإن المكانة العلمية للإمام البيهقي لا تخفى، ويكفينا في ذلك قولُ الذهبيّ: "لو شاء البيهقيّ أن يعملَ لنفسِهِ مذهبًا يجتهدُ فيه لكان قادرًا على ذلك؛ لسعة علومه، ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوّح بنصْرِ مسائل مما صحَّ فيها الحديث". وكيف لا وهو حافظ أصولي من كبار أصحاب الحاكم، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم، وله تصانيف تُقارِبُ ألفَ جزْءٍ ممّا لم يسبقْهُ إليه أحد عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، ومن أجلِّها كتاب الخلافيات؛ وهو كتاب ضخم جمعَ فيه بين علمي الحديث والفقه، وبيّن فيه علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث، حتى قال عنه تاج الدين السبكيّ في الطبقات: "وأمَّا كتاب الخلافيات فلم يُسبَقْ إلى نوعِه، ولم يُصنَّفْ مثلُه، وهو طريقةٌ مستقلَّة حديثية، لا يَقدر عليها إلا مُبرّزٌ في الفقه والحديث، قَيّمٌ بالنصوص". وقال ابن الملقّن في التوضيح: "خلافيات البيهقي في الحديث؛ لم أرَ مثلها، بل ولا صُنِّف". وقال المراغي في الفتح المبين: "كتاب الخلافيات سلك فيه طريقة حديثية أصولية مستقلة، وجمع فيه المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة".
أهمية كتاب الخلافيات:
لا تخفى أهمية كتاب الخلافيات على الناظر فيه مؤيّدًا كان أو معارِضًا، وإن لم يكن فيه إلا المنهج العلميّ الذي سلكه مصنّفه في مناقشة المسائل والترجيح
1 / 7
بين الأقوال بصنعة المحدّث ومهارة الفقيه ونظر الأصولي لكفى بذلك فضلا.
وما يبرزه هذا الكتاب - وما ماثله في تراثنا العريق - من لوازم المنهج العلميّ السديد من جمْعِ شَتَات القضية العلمية، وإحاطةِ الباحث بأصولها وفروعها، ودِقّةِ النظر فيها ورَصَانةِ مناقشة أدلتها وما يترتب على هذا من صدقٍ ونَصَفَةٍ، هذا كلُّه أمرٌ ينبغي إظهارُه في أيامِنا هذه، لا ليكون منارًا هاديًا لطلبة العلم فحسب، وإنما ليكون أيضًا أنوارًا قاشعةً لظلماتِ أولئك المجترئة على التراث والعلم الشرعي.
ومع هذا فإنّ للكتاب مزايا أخرى لا بد من ذكرها، منها:
• ما يحتويه الكتاب من نقولاتٍ مسندة عن كُتُب نفيسة قد فُقِد أغلبُها، كالجامع الكبير لسفيان الثوري، والمسند لأحمد بن عبيد الصفار، والسنن ليوسف بن يعقوب القاضي، وصحيح الإسماعيلي.
• وما يحتويه الكتاب من نُقُولات عن كتب وصلتنا ولكن نالها من التصحيف والتحريف والسقط ما يحوجنا إلى التوثيق من هذا الكتاب وما ماثله، كالمستدرك للحاكم، والقراءة خلف الإمام للمؤلف، بل قد وقفنا على نصوص كاملة سقطت من بعض الكتب المطبوعة بين أيدينا كالتاريخ لابن معين رواية الدوري.
• وما تضمّنه الكتاب من أحكام خاصة للبيهقي على بعض الأحاديث من ناحية الصحة والضعف والقبول والرفض، وهذا أمر يُقدره المتخصصون.
• وما تفرد بذكره من أقوال في الجرح والتعديل لها أهميةٌ بالغة.
• وما حفظه لنا من أقوال في الجرح والتعديل هي من الأهمية بمكانٍ، خاصة أن مصدرَها الذي استقى منه لم يصلْنا.
1 / 8
ما الذي دفعنا إلى إعادة تحقيق الكتاب؟
إن الذي دفعنا إلى إعادة تحقيق الكتاب أن الذي تم إخراجه من هذا الكتاب هو كتاب الطهارة فقط، وهو يمثل كتابًا واحدًا من سبعةٍ وثلاثين كتابًا هي جُملة الكُتُب التي حواها كتاب الخلافيات، بعدد أحاديث أقلَّ من سُدُس أحاديث الكتاب، وقد طُبع في دار الصميعي بالرياض بتحقيق فضيلة الشيخ/ مشهور بن حسن آل سلمان. وصدر في ثلاثة أجزاء من عام ١٤١٤ هـ/ ١٩٩٤ م إلى ١٤١٧ هـ/ ١٩٩٧ م، ووصْفُ هذه الطبعة كالتالي:
أولًا: لم يعتمد الشيخ مشهور فعليًّا في القطعة التي نشرها إلا على نسخةٍ خطيّةٍ واحدة من مكتبة سليم أغا، حقق منها الشيخ ١٠٠ لوحة فقط من أصل ٣٦٠ لوحة، ويحتوي الجزء المحقَّق على كتاب الطهارة فقط، ورغم ما بَذَلَ في طبعته من مجهود إلا أنها - كأيِّ جهدٍ بشريٍّ - اعتراها شيءٌ من النقص، وكنتُ قد نشرتُ مقالًا على ملتقى أهل الحديث سنة ٢٠١١ م بيّنتُ فيه المآخذَ العلميّةَ على الطبعة، غير أن هذا لا يجعلنا نغفلُ ما بَذَل في خدمة الجزء المطبوع من الكتاب - حفظه الله - من جهْدٍ في التحقيق والتعليق.
أما نحن فقد اجتمع لدينا خمس نسخٍ خطية لكتاب الخلافيات بمجموع ٨١٠ لوحات بدون المكرر، وبالمكرر ١٦٣٧ لوحة.
ثانيا: المخطوطة التي اعتمدها الشيخ يعيبها عدة أمور:
• أنها مبتورة من أولها.
• كثيرة السقط.
• يشوبها كثير من التصحيفات.
• مشوشة الترتيب.
1 / 9
وقد ترتَّب على هذا أن بدأت النسخة من أثناء المسألة الخامسة؛ لوجود خَرْم في أولها - يعادلُ قرابةَ ٩٠ حديثًا - تَمَّمه المحقق من مختصر الخلافيات لابن فرْحٍ، وهو محذوف الأسانيد.
وأثبت كذلك مسائل كاملةً من المختصر رغم وجودها في نسخة سليم أغا المعتمدة، وهو ما ظهر لنا عند إعادة ترتيبها.
ثالثًا: أمَّا وصفُ الشيخ لما وقف عليه من النسخ الأخرى فبيانُه كالتالي:
* نسخة دار الكتب المصرية، تحت رقم: (٩٤ - فقه شافعي)، وتتضمن الجزءَ الثاني، وعددُ أوراقها (١٧٢)، وتبدأ من مسائل الحج كما ذكرَ.
وحقيقة هذه النسخة - بعد الوقوف عليها ودراستها - أنها قطعة من مختصر الخلافيات لابن فَرْح، وليست نسخةً من كتاب الخلافيات للبيهقي.
* النسخة الثالثة - كما ذكر فضيلته - تبدأ من الفرائض وتنتهي بانتهاء الكتاب، وتقع في (٣٥٨) لوحة.
ولم يتطرّقِ الشيخ في عمله إلى هذه النسخة؛ لأنه توقف عند كتاب الطهارة.
وهذه النسخة من الأهمية بمكان عظيم؛ إذ تحوي سبعة وعشرين كتابًا؛ بداية من كتاب الفرائض إلى كتاب العتق والولاء والمدبر والكتابة، وفيها خاتمة المؤلف وتاريخ ابتدائِهِ تصنيفَ الكتاب؛ وهو في شهر ربيع الآخر بعد منصرفه من نيسابور إلى خسروجرد من سنة ست وأربعمائة.
وبناء على ما سبق من أن هذا الجزء المطبوع لا يمثل إلا جُزْءًا ضئيلًا من كتاب الخلافيات؛ استحقَّ الكتاب أن يُعادَ إخراجُه مرةً أخرى كاملًا، ومحققا تحقيقًا علميًّا يليق أولا بالسنة النبوية المطهرة، ويليق ثانيا بمكانة الإمام البيهقي ﵀ وبمصنَّفِه.
1 / 10
منهج البيهقي في الكتاب:
- يبدأ الإمام البيهقي بذكر رأي الشافعي في المسألة إما من خلال قول الشافعي، أو من خلال قول بعض أصحابه كأبي الطيب الصُّعْلُوكي، ثمَّ يُتْبع ذلك بذكر رأي الأحناف إما من خلال قول أبي حنيفة صاحب المذهب، وإما من خلال قول صاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن، أو من خلال قول بعض العراقيين.
- بعد ذلك يبدأ بعرض أدلة الشافعية في المسألة بقوله: "لنا"، "دليلنا ما"، "دليلُنا في المسألة"، "وبناء المسألة لنا".
- ثم يعرض أدلة الأحناف دليلًا دليلًا ويرد عليها، فيقوم بعرض كل دليل على حدة بقوله: "قالوا"، "احتجوا بما"، "فإن قالوا"، "وربما استدلوا بما"، "فإن استدلوا بما"، "وربما استدل أصحابهم"، ثم يرد على هذه الأدلة مع تتبع الطرق والرواة وذلك بقوله: "قلنا".
- نهج البيهقي ﵀ منهج المحدثين؛ فاستدل على أقواله بالأحاديث النبوية، وساقها بأسانيدها، وهو يشير إلى مخرجها من الصحيح، ويوضح إن كان في الحديث ضعفٌ أو علّةٌ. ولم يقتصر على الأحاديث المرفوعة، بل سرَدَ أقوال الصحابة والتابعين، كلّ ذلك بأسانيده إليهم، حيث اهتم بتعدد الأسانيد والطرق؛ فهو قد يورد عن الراوي الواحد أكثر من رواية مرة بالاتصال وأخرى بالانقطاع، أو مرة بالرفع وأخرى بالوقف.
ولم يخلُ الكتاب من فوائدَ خاصةٍ ببيان حال الرواة الذين يرَى فيهم ما يُضعّف روايتَهم، سواء من رأيه هو فيهم أو بنقلِ أقوال أئمة هذا الشأن.
1 / 11
وصف النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق الكتاب:
النسخة (ق):
محفوظة في مكتبة القرويين بفاس تحت رقم (١٨٨٥) فقه مقارن.
عدد لوحاتها (٣٢٠) لوحة، مقاس ٢٦ × ١٨ سم، مكتوبة بخط نسخ جميل واضح ومقروء، كتبها:
خليل بن حامد بن أبي الزهران الشافعي، وذلك يوم الخميس حادي عشر شهر الله المحرم سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
وأُثبت على صفحة العنوان اسم الكتاب والمؤلف، ونصه: "الجزء الأوّل من الخلافيات، للإمام البيهقي ﵁ وأرضاه".
والنسخة مقابلة ومُصححة على الأصل المنقول منه كما يظهر ذلك بالاستدراكات على هوامش النسخة، وبالدوائر المنقوطة في أثناء الأسطر، والمصطلحُ عليه عند المحدثين في فنّ النسخ أن الناسخ يضع دائرة مفرغة هكذا [o]، فإذا قوبل المنسوخ بأصله وضع في وسط الدائرة نقطة أو شرطة، فيُستدل بوجودها على أن النسخة قُوبلت بأصلها.
وهي من تحبيس المولى الرشيد على خزانته التي أسسها بالجامع الأعظم بالمدينة البيضاء فاس.
وعلى الحواشي عناوين تسهل الوقوف على ما يحتويه الكتاب من فوائد ومسائل، فيكتب الناسخ قبلها كلمة: (قف) ويمدها مدًّا يسيرًا.
تبدأ من بداية الكتاب وتنتهي بكتاب صلاة الخسوف.
وقد صورها لي الشيخان نور الدين بن محمد الحميدي الإدريسي، وأبو الإسعاد خالد السباعي.
1 / 12
النسخة (د):
محفوظة في دار الكتب المصرية العامرة، تحت رقم (٧٦) فقه طلعت.
تقع في (٢٢٠) لوحة.
تبدأ من أول الكتاب وتنتهي في أثناء مسألة القراءة خلف الإمام.
وهي مكتوبة بخط نسخ واضح ومقروء، كتبها: محمد بن شعبان في الثالث والعشرين من شهر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة.
والنسخة مقابلة ومُصححة على الأصل المنقول منه كما يظهر ذلك بالاستدراكات على هوامش النسخة، وعلى النسخة بلاغات، مثل: "بلغ مقابلة. . ."، أو نحو هذه العبارة، وهي مقابلة على نسخة أخرى رمز لها الناسخ بالرمز "خ".
وأُثبت على صفحة العنوان اسم الكتاب والمؤلف، ونصه: "كتاب خلافيات البيهقي صاحب السنن في الحديث، وهذا في مسائل الفقه. . .".
وعلى صفحة العنوان عدة قيود تملكات ومطالعات منها:
- أنهاه مطالعة المعترف بالذنب والسرف همام الدين. . . المعروف بابن خلف.
- من عواري. . . محمد بن أحمد. . .
- في نوبة الفقير إلى الله تعالى محمد. . . المالكي.
- نظرت فيه واستفدت معانيه، العبد الفقير. . . محمد المأموني الشافعي غفر الله له آمين في ثامن ذي القعدة سنة ١٠٩٤ هـ.
1 / 13
النسخة (س):
محفوظة في مكتبة سليم أغا وقد ضمت إلى المكتبة السليمانية بتركيا.
تقع في مجلدين المجلد الأول (١٧٧) لوحة ومحفوظ تحت رقم (٢٧٧)، والثاني (١٨٣) لوحة ومحفوظ تحت رقم (٢٧٨)، ولم يُعرف اسم ناسخها.
بها نقص من بدايتها يتمثل في قرابة ٣ مسائل وتنتهي في أثناء كتاب الحج، وهي كثيرة السقط، مشوشة الترتيب، يشوبها كثير من التصحيفات، غير مقابلة على الأصل المنقول منه.
وما كان مكانه في الأصل غير واضح استظهره الناسخ ورقمَ مقابله في الحاشية حرف: (ط).
النسخة (ع):
محفوظة في مكتبة الشيخ بديع الدين شاه الراشدي.
تقع في (١٧٩) لوحة، وهي بخطٍّ متأخرٍ جدًّا، وتعادل النصف الثاني من الكتاب، تبدأ من كتاب الفرائض، وتنتهي بانتهاء الكتاب.
وفي هذه النسخة بياض وقع في لوحة (١١٧)، وفي هامشها: "بياض في الأصل من هنا إلى سبع صفحات".
وهي غُفْلٌ من اسم الناسخ وتاريخ النسخ. ومن الأخطاء الشائعة في هذه النسخة سقوط كلمة "ابن" بين بعض الأسماء.
وجاء في مبتدأ كتاب السير مسألة (٥٤٧) ما يدلّ أنها من رواية أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن المؤلف.
وفيها خاتمة المؤلف وتاريخ ابتدائه تصنيف الكتاب ونصه: "قال الإمام
1 / 14
أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقيّ ﵀ تعالى: ابتدأت في جمع هذا الكتاب وتصنيفه في شهر ربيع الآخر بعد منصرفي من نيسابور إلى خسروجرد من سنة ست وأربعمائة، والحمد لله رب العالمين".
وعليها خط فتح الرسول النظامي ناسخ النسخة (م)
وقد صورها لي الدكتور عبد الحكيم بلمهدي من جامعة الإمام، ثم أثناء عملنا في الكتاب صور لي الشيخ فراس الغنام صورة أخرى ورقيّة من مؤسسة الدرر السنية.
النسخة (م):
محفوظة في مكتبة أبي الروح محبّ الله الشاه السندي.
تقع في (٢٠٦) لوحة، وهي بخط فتح الرسول النظامي، كتبها سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة للسيد أبي الروح محبّ الله الشاه السندي.
وهي منسوخة من نسخة أرسلها إليه الشيخ المعظم المبجل أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي صاحب غاية المقصود، وعلى طررها ما يفيد أنها قوبلت على نسخة أخرى، فقد كتب الناسخ على طرتها (ق ١٤٧) ما نصه: "في النسخة التي هي محفوظة في مكتبة جماعة غرباء أهل الحديث كراتشي".
وقد أبان الناسخ عن رداءة النسخة التي كتب منها؛ ففي نهاية النسخة كتب: "يقول الكاتب فتح الرسول بن فتح محمد النظاماني غفر لهما الله وستر عيوبهما بلطفه الخفي والجلي: فرغت من الكتابة ليلة السبت من شهر جميد [كذا] الأولى سنة ست وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة على صاحبها
1 / 15
الصلوات والتسليمات. كتبت هذا الكتاب للسيد أبي الروح محب الله الشاه السندي من آل مولانا السيد أبي تراب رشد الله السندي قدس الله تعالى سره.
الإشارة: النسخة الخطية كانت مملوءة بالخطأ في العبارة والكتابة ولعلّ بعض عباراتها متروكة ولذا لم يفهم معناه في مواضع كثيرة". ثم كتب على حاشيتها: "طالعناه فوجدنا فيه علمًا جمًّا".
دراسة حول ما وصلنا من نسخ كتاب الخلافيات:
لاحظنا وجود قواسم وأمور مشتركة بين كافة المخطوطات قديمها وحديثها، جيدها وسقيمها، وقد صنفنا هذه الأمور إلى ما يلي:
• نسخة الشيخ المغربي:
كتب ناسخ (ق) في الحاشية: "قال هذا حاشية من غير تخريج إليه"، وكتب ناسخ (س): "رأيت هذا التخريج على الحاشية، وذكر الشيخ الثقة الفاضل المغربي أنه رأى هذا الإلحاق وأنه وجده من غير تخريج إليه، وذكر أنه طبق بهذه المسألة وبالذي بعدها وهو هذا الحديث وحده".
كتب في هامش (ق): "حاشية: قال: هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر الجزء، ولم يكن إليه تخريج فألحقتهما بهذه المسألة"، وكتب في (س) بعد هذا الحديث في متن المخطوط: "ذكر الشيخ المغربي أن هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر المروي، لم يكن إليه تخريج فألحقهما بهذه المسألة".
ضبب ناسخ (د) فوق قوله: "الخفاف" وكتب: "في نسخة المغربي مشكل في الأصل".
1 / 16
• البياضات:
مسألة: لم يذكر في المسألة خبرًا ولا أثرًا.
وأما حديث عمرو بن أبي قيس: فترك بياضًا. أي بيض له المؤلف ولم يذكر تحتها حديثًا.
• ظهر الخبر والجزء والمروي والرقاع:
في (س) بعد هذا الحديث في متن النسخة: "ذكر الشيخ المغربي أن هذا الحديث والحديث الذي بعده كان على ظهر المروي، لم يكن إليه تخريج فألحقهما بهذه المسألة".
(ع): قال الناسخ: "قال: هذه الأحاديث ليست من المسألة، وقد سمعناها وهي كانت على ظهر الجزء وأثبتها لأنها تليق بمسائل عدة وهي". اهـ.
(س): "حديث ابن عبدان في رقعة ليس إليها [س/ ٦٧] تخريج بين رقاع كبيرة، فكتبته هنا، هكذا وجدت في الأصل الذي نسخت منه".
(ع): قال: "أحاديث ذكرها على ظهر الخبر، قال: من تفاريق المذهب، فخفت أني ربما أنساها عند انتهاء الكتاب فأثبتها ها هنا".
• نقل وترتيب:
طرة على حاشية (ق ٣٨٧): "هذا الحديث كان مكتوبًا في آخر المجلد فسمعناه ونقلته إلى ها هنا لأني رأيته يليق بهذا الموضع، والله أعلم".
• إضافات من راوي الكتاب:
مسألة لم يذكرها الإمام - يعني البيهقي -.
قال زاهر بن طاهر الشحامي - راوي الكتاب عن المؤلف -: نقلت هذه الأحاديث من السنن الكبير؛ لأنه لم يذكر هنا في المسألة الأولى شيئًا، واختصرت أسانيدها؛ لئلا تطول، والله الموفق للصواب.
1 / 17
منهج العمل في تحقيق هذا الكتاب:
إن كلمة التحقيق - كما يذكر العلّامة عبد السلام هارون - هي الاصطلاح المعاصر الذي يُقْصَد به بَذْلُ عناية خاصة بالمخطوطات، حتى يمكن التثبّت من استيفائها لشرائط معينة، فالكتاب المحقَّق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه.
وعلى ذلك فإن الجهود التي تبذل في كل مخطوط ليست بالهينة بحيث يُقْدِم عليها كل من ظن في نفسه قدرة على إخراج كتاب، غيرَ مكترث على أي صورة كان هذا الإخراج.
فالمخطوطات ليست ورقًا عَفَا عليه الزمن، بل إن لها من الشرف والمكانة ما يجعلها قرة عين العلماء والباحثين؛ يغارون عليها كما يغارون على أعراضهم، ويذبون عنها كل عبث أو إهمال، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل إخراجها للنور على الصورة التي أرادها عليها أصحابُها.
وتزداد المخطوطات شرفًا وأهمية حينما تكون خاصة بكلام سيد المرسلين ﷺ، ففي هذه الحال تكمن الخطورة في احتمال إثبات تصحيف أو تحريف، أو إثبات قول إلى سيد الخلق لم يقله ﷺ وبالتالي ينبغي أن يلزم كلُّ إنسان الحذرَ حال الإقدام على التحقيق، خاصة هذا القسم من المخطوطات.
لقد استودع المصنِّفون كتبَهم أمانةً في أعناق الأجيال، ومَضَوْا بعد أن أَفْنَوْا أعمارَهم في تقييد السنة النبوية راجين أن يأتي مَن بعدهم ليشرحوا أو يدرسوا أو يعلِّقوا على مصنفاتهم، فيعمّ النفع والفائدة، طالبين من الله ﷿ الرحمة والمثوبة جزاء ما أضنوا أنفسهم فيما سخّروها له من خدمة العلم الشريف.
1 / 18
ثم آل إلينا هذا الإرث العظيم، ورجونا - إن لم نكمل ما بدءوه - أن نقوم بأدنى من ذلك، وهو نقله للخلف في الصورة التي تركه عليها السلف قدر استطاعتنا، وقد تبعنا في هذا المنهج التالي:
- قمنا بنسخ الكتاب من أدقّ نسخه الخطية - في مواطن تعددها - ثم قابلنا النسخ عدة مرّات حتى يخرج النص خاليًا من السقط.
ومنهجنا فيما نثبته في أصل الكتاب هو ما يسميه البعض بالنصّ المختار، ففي حالة اختلاف النسخ الخطية التي لدينا فإننا نثبت ما يترجح لدينا أنه نص المصنّف، أو الأقرب صورة له.
- حاولنا جهدَنا أن نُخرج الكتاب خاليًا من التصحيفات والتحريفات والأسقاط، فقابلنا الأحاديث متنًا وسندًا على مصنفات البيهقي الأخرى كالسنن الكبير، ومعرفة السنن والآثار، والسنن الصغير، وعلى المصادر الأصلية للمصنِّف مطبوعةً ومخطوطةً، وأشرنا إلى أيةِ خلافاتٍ جوهرية في النصّ.
- قابلنا الكتاب من بداية الجنائز حتى نهايته على نسخة تشستربتي من مختصر الخلافيات لابن فَرْح باعتبارها النسخة الأم من نسخ المختصر، مع الاستعانة بالمطبوع ونسخة دار الكتب المصرية في بعض المواضع.
- إن اتفقت النسخ الخطية جميعًا على الخطأ رجعنا إلى كتب المؤلف ومصادره الأصلية وأثبتنا الصواب منها، وإن أبقينا الخطأ أشرنا في الحاشية، ولم نحِدْ عمَّا في أصولنا الخطية إلا إذا ترجح لدينا بالدليل أنه خطأ من النساخ.
- في حالة إكمال نقص وقع في النسخ الخطية فإننا نضعه بين معقوفين هكذا [] وننبه في الحاشية على المصدر الذي استدركناه منه.
1 / 19
- قمنا بوضع علامات الترقيم المناسبة التي تعين على فهم النصّ وتوضحه، فميزنا الآيات القرآنية بالخط العثماني، مع التفريق بين قراءة حفص وغيرها من القراءات، مع تنصيص لفظ النبي ﷺ تمييزا لها عن غيره من الكلام، ولا يخفى ما يبذل في ذلك من جهد للوقوف على النصّ خاليًا من الإدراج.
- حرصنا على ضبط السند والمتن بنيةً وإعرابًا، واستثنينا من ذلك صيغ التحديث المختصرة، نحو: (ثنا - أنا - أبنا - نا).
- رجعنا في ضبط الأعلام من الأسماء والكنى والألقاب والأنساب إلى كتب المشتبه والأنساب والبلدان ونحوها، وإلى المعاجم التي اهتمَّتْ بهذا الجانب كالقاموس المحيط وتاج العروس، وإلى كتب التراجم التي قد تشير إلى ضبط الأسماء.
- رجعنا في تشكيل المتن إلى كتب السنة المسندة، وخصوصًا أصل الرواية، مع الاسترشاد بما ذُكر في كتب الشروح من روايات وتقييدات.
- واعتنينا بضبط عبارات الفقهاء واصطلاحاتهم، وقد أفادنا في ذلك كتاب الزاهر للأزهري والمصباح المنير للفيومي، وحواشي المتأخرين على كتب الفقه، وغير ذلك.
- وفي ضبط أقوال الجرح والتعديل وأحكام أئمة الحديث رجعنا إلى تخريجات تلك الأقوال، وإلى كتب مصطلح الحديث.
- وقد صادفَنا في بعض المواضع هفواتٌ بل أخطاء من النساخ، فتعاملْنا مع تلك المواضع بحسبها؛ فإن أمكن إثبات ما نحسب الناسخ وهِم فيه على أنَّ له وجهًا أثبتناه ونبَّهْنا على استشكالنا في الحاشية، وإن تعذَّر أن نُثبِتَ ما وهِم
1 / 20