Études sur les courants littéraires et sociaux
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
Genres
أما منهجه في إثبات المصادر أو المراجع أمام الألفاظ الزراعية في معجمها الكبير فحسبنا منها كلمة واحدة نكتفي بها؛ لأننا نعرف مناسبتها ونستدل بها على مبلغ الحرص على إثبات المرجع لأيسر مناسبة.
تلك الكلمة هي كلمة «سهب» بالعربية تقابل كلمة
Steppe
الفرنسية أو الإنجليزية، فقد جاء في ترجمتها من معجم الألفاظ الزراعية: «الجمع سهوب ... الفرنسية من الروسية، تطلق على سهول روسية الواسعة المعشبة، والعربية تدل على المستوى من الأرض في سهولة، وذكر لي الأديب المشهور عباس محمود العقاد زميلنا في مجمع مصر أنه استعمل العربية مقابل الأعجمية منذ عشرين سنة، وقد شاع اليوم هذا الاستعمال في الكتب الجغرافية خاصة.»
وقد ألقيت بترجمة هذه الكلمة اقتراحا عارضا في إحدى جلسات المجمع ، ولم يخطر لي أنها علقت بذهن الأمير أو أنه يذكرها مع المراجع، ولم يذكرها قبله أحد ممن نقلوها في كتب الجغرافية، حين استعمالها لأول مرة في هذا المعنى.
وللمؤلف منهج كهذا المنهج في التعقيب على الألفاظ التي يختار وضعها لمعانيها ويتحرى تسويغ هذا الوضع لأسبابه اللغوية أو العلمية، نكتفي منها كذلك بكلمة واحدة هي كلمة
Haras
التي اختار ترجمتها بالحريسة من الحراسة أو المفرسة، وقال أمامها: «إنها مؤسسة تربى فيها كرائم الخيل، والمفرسة من فرس على وزن مفعلة، والحريسة لم ترد بهذا المعنى ولكنها في اللسان فعيلة بمعنى مفعولة أي: إن لها من يحرسها ويحفظها وهي الحرائس، فترى أن هناك وجها لإقرار الحريسة اصطلاحا، ويمكن أن يقال محرس «بكسر الراء» إذا أريد المكان، وجاء في بعض المعاجم الفرنسية أن الكلمة الفرنسية من فرس العربية، ولكن الثقات من العلماء الفرنسيين يشكون في ذلك كما يشكون في نسبتها إلى مادة حرس العربية.»
ثم أحال المؤلف القارئ إلى معجم «إسكار بلوخ» ولحق معجم «لترة»، وأعطى التحرج كل حقه من نسبة الكلمة إلى اللغة العربية بهذا المعنى، ولكننا لا نستبعد أن تكون الكلمة عربية من أصل آخر هو أصل «التهريش»، وهو مرانة معروفة في تربية كلاب الصيد تتصل بحرائس الخيل، وتقابلها بالإنجليزية كلمة
Harras
Page inconnue