Études philosophiques (Partie II): Sur la philosophie occidentale moderne et contemporaine
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Genres
وهي رواية مختلطة تفصل عن قصد ردود فعل الدهماء تجاه عيسى الذي يعيد ابنة زائير إلى الحياة. فتعطي الرقم الصحيح بمناسبة تكاثر الخبز. كما أنها تصوغ حوارا بين عيسى ومساعديه، ولكن أقوال عيسى تفقد أهميتها أمام الرواية ذاتها ووصف المناظر وسرد الحوادث. وهي تدور حول معجزات عيسى في معظمها. ولم تنشأ في صورتها الحالية من الوعاظ بل من الرواة والمعلمين الذين رووا قصة حياة عيسى بمزيد من التصوير وإن لم يكن بفن. ومع ذلك يظهر الأسلوب الأدبي في الرواية أكثر مما يظهر في النموذج. تأتي أولا قصة المرض ثم «تكنيك» المعجزة، وأخيرا نجاح الفعل المعجز. فالقصة تنتمي إلى أسلوب أدبي أرقى من النموذج. وهي تشبه النموذج فقط في أنها روايات فردية كاملة في ذاتها، ولكنها تختلف معها بعد ذلك. فالقصة أطول من النموذج، وتحتوي على وصف تفصيلي موسع من وضع الراوي أو المعلم الذي يعشق فنه ويحب ممارسته. ولا يوجد بها مواعظ دينية لأنها في رأي ديبليوس لم تكن في التبشير، ولم يكن لها وضع مركزي في الكنيسة، وكانت أقرب إلى الروايات الدنيوية ذات الطابع البراجماتي. لم تكن غايتها تعليمية مثل النموذج؛ ولذلك تتناقض فيها أقوال عيسى ذات القيمة العامة أو لا تنتهي إلى أي نتيجة. وقد نشأت القصة كشكل أدبي عند ديبليوس من ثلاثة طرق؛ الطريق الأول: تطويل النماذج خارج سياق الوعظ؛ فقد اعتاد الرواة والمعلمون القصص طبقا لروايات المعجزات أو بأسلوب المفارقات الشائعة. فقدموا مضمون المعجزة وجعلوه أكثر غنى من النموذج، واستعملوا كل عناصر الرواية لجعل القصة أكثر حياة وغنى. والثاني: تقديم بواعث خارجية ربما غريبة على النماذج الأولى إذ يشعر ديبليوس مثلا أن قصة سير عيسى على الماء (مرقص، 6: 45-52، متى، 14: 22-23) ربما نشأت من دخول باعث التجلي الإلهي على الأرض في رواية بدائية عن عيسى وهو يساعد الناس في موقف صعب مثل هبوب عاصفة وشدة الرياح وهياج الأمواج. أما الطريق الثالث: فاستعارة مواد خارجية من الآداب الشعبية أو الدينية القديمة، وفي هذه الحالة كانت تؤخذ القصة كلها. وفي الأدب الهليني هناك قصص مشابهة تم استبدالها بالأساطير وتختفي فيها الحدود بين الله والمبعوث الإلهي. وأول قصة في مرقص شفاء الأبرص (مرقص، 1: 40-45).
2 (3)
الحكاية الخيالية
Die Legende :
وهي رواية دينية حول قديس اهتم الناس بأعماله وبمصيره. ظهرت في الكنيسة تلبية لرغبة مزدوجة؛ الرغبة في معرفة شيء عن الفضائل الإنسانية وعن كثير من القديسين رجالا ونساء في قصة عيسى؛ والرغبة التي تطورت بعد ذلك لمعرفة عيسى ذاته على هذا النحو كما هو واضح في قصة المسيح عندما كان عمره اثني عشر عاما (لوقا، 2: 41-49) التي تكشف بوضوح عن سمات الحكاية الخيالية. وهي تربط بين النموذج والقصة كنقيضين. فبينما النموذج صياغة مسيحية من أجل التربية الدينية، والقصة تعبير عن العالم المحيط بأسلوب دنيوي، فإن الحكاية الخيالية مقولة من الأدب الشعبي ومن العالم المحيط أيضا ولكنها ليست دنيوية تماما بل تهدف إلى التربية الدينية، أي أنها قصة دينية تروى في موالد القديسين والأولياء، يظهر فيها الاهتمام بالأسباب مثل الاهتمام بالحياة الشخصية وهو ما يفرقها عن الحكايات الخيالية في الأدب الشعبي. ويتضح ذلك في رواية الآلام فهي حكاية خيالية للعبادة بالمعنى السببي من أجل تمثيل الحوادث المؤلمة لإدانة عيسى وموته، يجد فيها المستمع أو القارئ التعبير عن الإرادة الإلهية التي هي السبب في تعظيم المسيحيين لهذه الآلام. تطورت القصة وأصبحت قصة خيالية شخصية تروي أعمال إنسان وتجاربه التي بسببها يعظمه الله ويخصه بقدر خاص. يقوم بالمعجزات، ويصالح الأعداء، ويستأنس الحيوانات، وتقوده الأزمات والمخاطر في النهاية إلى الخلاص. وفي شهادته تظهر آيات الفضل الإلهي. فإذا كان النموذج يتميز بنقص في التصوير، والقصة بمزيد من التفصيلات حول الأفعال دون تصوير الشخصيات، فإن الحكاية الخيالية تتناول المصير البشري، والإنسان آية من آيات الله. وإذا كان النموذج والقصة يتعاملان مع الله بعد أن أصبح إنسانا فإن الحكاية الخيالية تتعامل مع الإنسان الذي في طريقه لأن يصبح إلها. ومن الطبيعي أن الحكاية الخيالية لم تقع تاريخا. ويعترف ديبليوس أن اهتمامات الراوي الدينية قد تؤدي إلى التركيز على المعجزة على نحو لا تاريخي وإلى تعظيم البطل وإلى تحولات أشكال حياته
transfiguration
ومظاهر تجليها. ومع ذلك من الخطأ إنكار المضمون التاريخي لكل حكاية خيالية على الرغم من عدم اهتمام الراوي بالتأكيد التاريخي وعدم معارضته لأية زيادة في المادة عن طريق الأمثلة المتشابهة في الأدب اليهودي وفي آداب الشرق القديم، مثل قصة بوذا. وفي كل هذا النوع من الأدب تنطبق قوانين «البيوجرافيا».
3 (4)
القول (saying, exhortations) Die paranese :
بالرغم من تأكيد ديبليوس على مادة الرواية في الأناجيل المتقابلة فإنه يتناول أيضا أقوال عيسى نظرا لحاجة التبشير له في التعليم الديني. وكما أخذ اليهود الحياة العصرية في زمان عيسى قواعد لهم للحياة والعبادة على نحو أكثر جدية من أخذهم التراث التاريخي واللاهوتي، كذلك تناول المسيحيون أقوال عيسى بجدية أكثر مما تناولوا الروايات. كانت الأقوال مهمة لتناولها الحياة المسيحية وطرق العبادة. نقل المعلمون الأوائل البشارة الأولى مملوءة بأقوال عيسى، فقد كانت معتبرة إلهاما من الروح القدس أو من الرب، وكانت البشارة كلها في الرب إن لم تكن من الرب. ثم اعترتها بعض التغيرات عندما ركز التراث على طابع الوعظ والإرشاد والتعليم للأقوال. فتغيرت معاني الكلمات التي لم يكن لها هذا الطابع من قبل. كما ظهر ميل جديد لإدخال أقوال حول طبيعة المسيح من أجل الحصول من الأقوال ليس فقط على قواعد الحياة الشخصية لحياة الإنسان، بل لاستنباط بعض الإشارات حول طبيعة الشخص الذي تفوه بها. وسارت الكنيسة في هذا التيار إلى أبعد حد. هذه الأقوال هي التي فضلها مرقص في إنجيله دون الروايات. وهنا تأتي الأمثال
Page inconnue