98

Études sur la Muqaddima d'Ibn Khaldoun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Genres

ونقرأ في الفصل القائل بأن الصنائع إنما تكمل بكمال العمران الحضري العبارة التالية: «كما بلغنا عن أهل مصر أن فيهم من يعلم الطيور العجم والحمر الإنسية، وغير ذلك من الصنائع التي لا توجد عندنا بالمغرب» (ص401).

ونجد أيضا في فصل تعليم الولدان العبارات التالية: «أما أهل المشرق فيخلطون في التعليم كذلك على ما يبلغنا، ولا أدري بم عنايتهم منها، والذي ينقل لنا أن عنايتهم بدراسة القرآن» (ص538-539).

فلا مجال للشك في أن هذه العبارات كلها قد كتبت قبل السفر إلى مصر؛ لأنها تذكر أحوال مصر والمشرق مقرونة بتعبيرات «بلغنا، يبلغنا، ينقل إلينا».

غير أننا نجد في بعض الفصول فقرات معاكسة لذلك تماما، ونقرأ - مثلا - في فصل الملاحم العبارة التالية: «وقفت بالمشرق على ملحمة منسوبة لابن العربي الحاتمي» (ص340).

كما نجد في موضع آخر من الفصل نفسه العبارة التالية: «لقد سألت أكمل الدين ابن شيخ الحنفية من العجم بالديار المصرية عن هذه الملحمة وعن هذا الرجل الذي تنسب إليه من الصوفية» (ص342).

وكذلك نجد في فصل العلوم العقلية العبارة التالية: «ولقد وقفت بمصر على تآليف متعددة لرجل من عظماء هراة» (ص481).

ونحن نجزم من سياق هذه العبارات أنها كلها كتبت بعد السفر إلى مصر، والاطلاع على أحوالها اطلاع الشاهد العيان.

ومما تجب ملاحظته في هذا الصدد أن بعض هذه العبارات المتباينة تقع في فصل واحد، فإننا نستطيع أن نستدل من ذلك كله على الأمرين التاليين:

أولا:

يوجد في المقدمة التي بين أيدينا الآن بعض الأقسام التي كتبت مؤخرا، ليس بعد العودة إلى تونس فحسب، بل بعد الهجرة إلى مصر أيضا.

Page inconnue