Études sur la Muqaddima d'Ibn Khaldoun
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Genres
فقد نشأ في فرنسا - بعد الثورة الكبرى - مذهب جديد في فلسفة التاريخ عرف باسم المذهب التيوقراطي
L’école théoeratique .
إن رجال هذا المذهب - وأشهرهم دوبونالد
De Bonald
ودومستر
De Maistre - كانوا من دعاة «الحكم الديني»، فاعترضوا بشدة على جميع الفلسفات التي تعتمد على العقل والحواس، وقالوا إن الإنسان لا يمكن أن يعرف الحقيقة إلا عن طريق الوحي والإيمان، فحاولوا أن يستخرجوا فلسفة التاريخ من الكتب المنزلة. وزعموا أن النكبات التي تحل بالبشرية ما هي إلا عقوبات من الله على الزلة الأولى، كما ذهبوا إلى أن الله جعل «الدماء والحروب» شرطا من شروط الغفران.
وذلك في أوائل القرن التاسع عشر للميلاد! (5) موقف ابن خلدون من هذه الأمور
بعد هذه الجولة السريعة التي قمنا بها بين التواريخ والمؤرخين، وهذه النظرة العامة التي ألقيناها على دور الكهانة والنجامة والسحر في التاريخ، نستطيع أن نعود إلى المسألة التي سردناها في مستهل هذه الأبحاث، فنتساءل مرة أخرى: هل يحق لنا أن نعتبر الآراء والأبحاث التي وردت في مقدمة ابن خلدون حول هذه الأمور منافية لمنزلته العلمية، وهادمة لمكانته الفكرية؟
لا شك في أن الجواب المنطقي الذي يجب أن يعطى على هذا السؤال - بعد الاطلاع على التفاصيل والأمثلة التي ذكرناها آنفا - سيكون «كلا» بوجه بات.
فإن أخبار الكهانات والخرافات التي ملأت تاريخ هرودوت لم تحل دون اعتبار هذا المؤرخ من أعاظم البشرية، ولم تمنع تلقيبه بلقب «أبو التاريخ»، فكيف يجوز لأحد أن ينكر على ابن خلدون «منزلته العلمية» من جراء تطرقه إلى مسائل الكهانة، على الرغم من عمق الآراء التي أبداها في سائر أقسام المقدمة؟
Page inconnue