271

Études sur la Muqaddima d'Ibn Khaldoun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Genres

يتكلم عن تأثير الموسيقى والرايات في الحروب، في بحث الآلة (ص258-270) من فصل شارات الملك والسلطان. (ج)

يتكلم عن الفساطيط والسياج (ص268-269) في الفصل نفسه. (د)

يتطرق إلى بعض قضايا الحرب في الفصل الذي يتكلم فيه عن «التفاوت بين مراتب السيف والقلم» (ص257). (ه)

يشرح الحروب التي تنشب بين الدول المستجدة وبين الدول المستقرة، في الفصل الذي يقرر «أن الدولة المستجدة إنما تستولي على الدولة المستقرة بالمطاولة لا بالمناجزة» (ص298-301).

إن هذه المباحث والفصول يجب أن تعتبر متممة لفصل الحروب الآنف الذكر.

1 (1)

يبدأ ابن خلدون فصل «الحروب ومذاهب الأمم في ترتيبها» ببيان أصل الحروب، ويقول إن الحرب أمر طبيعي في البشر: «اعلم أن الحروب وأنواع المقاتلة لم تزل واقعة في الخليقة منذ برأها الله.» «وأصلها إرادة انتقام بعض البشر من بعض، ويتعصب لكل منها أهل عصبيته، فإذا تذامروا لذلك وتوافقت الطائفتان - إحداهما تطلب الانتقام والأخرى تدافع - كانت الحرب، وهو أمر طبعي في البشر، لا تخلو عنه أمة ولا جيل» (ص271). (2)

ثم ينتقل إلى ذكر أسباب الحروب، ويردها إلى أربعة أصول: «وسبب هذا الانتقام في الأكثر»: (أ) «إما غيرة ومنافسة.» (ب) «وإما عدوان.» (ج) «وإما غضب لله ودينه.» (د) «وإما غضب للملك وسعي لتمهيده.» «فالأول أكثر ما يجارى بين القبائل المتجاورة والعشائر المتناظرة.» «والثاني - فهو العدوان - أكثر ما يكون من الأمم الوحشية الساكنين بالقفر؛ كالعرب والتركمان والأكراد وأشباههم؛ لأنهم جعلوا أرزاقهم في رماحهم، ومعاشهم فيما بأيدي غيرهم، ومن دافعهم عن متاعه آذنوه بالحرب، ولا بغية لهم فيما وراء ذلك من رتبة ولا ملك، وإنما همهم ونصب أعينهم، غلب الناس على ما في أيديهم.» «والثالث هو المسمى في الشريعة بالجهاد.» «والرابع هو حروب الدول مع الخارجين عليها، والمانعين لطاعتها.» «وهذه أربعة أصناف من الحروب؛ الصنفان الأولان منها حروب بغي وفتنة، والصنفان الأخيران حروب جهاد وعدل» (ص271). (3)

بعد تقرير غاية الحروب على هذا المنوال، يتكلم ابن خلدون عن كيفية جريان الحرب، ويقسمها من هذه الوجهة إلى نوعين أساسيين: «وصفة الحروب الواقعة بين أهل الخليفة منذ أول وجودهم على نوعين: (أ) «نوع بالزحف صفوفا.» (ب) «ونوع بالكر والفر.» «أما الذي بالزحف فهو قتال العجم كلهم على تعاقب أجيالهم، وأما الذي بالكر والفر فهو قتال العرب والبربر من أهل المغرب»» (ص271).

ثم يوازن بين هذين النوعين من الحروب من حيث النجاعة، ويبين رجحان قتال الزحف على قتال الكر والفر، ويشرح أسباب هذا الرجحان: «قتال الزحف أوثق وأشد من قتال الكر والفر؛ وذلك لأن قتال الزحف ترتب فيه الصفوف وتسوى كما تسوى القداح أو صفوف الصلاة، ويمشون بصفوفهم إلى العدو قدما؛ فلذلك تكون أثبت عند المصارع، وأصدق في القتال، وأرهب للعدو؛ لأنه كالحائط الممتد والقصر المشيد لا يطمع في إزالته» (ص271).

Page inconnue