Du sang sur les portes du monde souterrain : une étude archéologique et civilisationnelle
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
Genres
وتقوم فلسفة الشنتو على التفرقة بين ما هو نقي وما هو ملوث، بدلا من فكرة الخير والشر. وفي أفكار الشنتو لا توجد جهنم أو محاكمة أو عذاب. وأما روح الميت فقد اعتقدوا أنها أطلق سراحها من قيودها المادية لتصبح جزءا من تكوين الطبيعة، وتهتم الشنتو بالحياة أكثر من اهتمامها بالموت؛ ولذلك تتعدد الاحتفالات الدينية التي كان اليابانيون يزورون فيها المعابد حيث تتداعم الصلة بين الفرد والكامي.
17
الشنتو لا يؤمنون بحياة أخرى غير الحياة الدنيا، والموت عندهم ينتهي بجسم المتوفى إلى منطقة ملوثة، أما روح الميت، فقد أطلق سراحها من قيودها المادية لتصبح مرة أخرى جزءا من قوى تكوين الطبيعة.
18
وكما يعتقد اليابانيون القدامى أن عددا لا يحصى من الآلهة يحوم حول الدار وساكنيها ويرقص مع ضوء الصباح ووهجه، ولعل هذا الاعتقاد يعود إلى صناعة الهواجس التي بعثها الخوف من الطبيعة وكان التقرب إلى الآلهة الكثيرة والعاتية بإحراق عظام غزالة أو قوقعة سلحفاة وبفحص العلامات والخطوط التي تحدثها النار فحصا تستمد فيه المعونة من دعاة المعرفة، وكما جرت العادة فإن اليابانيين كانوا يخافون الموتى ويعبدونهم لأن غضبهم، كما يعتقدون، سوف ينزل بالعالم شرا مستطيرا ولكي يسترضوا الموتى ويحافظون على رضائهم كانوا يضعون النفائس في قبورهم وكانت تختلف باختلاف المتوفى؛ ففي حال كان المتوفى ذكرا فإنهم يضعون سيفا إلى جانبه، ويضعون مرآة إذا كانت امرأة، بالإضافة إلى تقديمهم الطعام وأداء الصلاة أمام صور أسلافهم كل يوم، بالإضافة إلى ذلك اتجه اليابانيون في عبادة أرواح الآباء إلى أكثر من هذا حيث تطورت هذه العبادة لتصبح لها معابد؛ فالأباطرة العظام لهم معبد تعبد فيه أرواحهم وكذلك الأبطال، كما توجد معابد تعبد فيها السيوف التي خاض بها أصحابها معارك وحققوا انتصارات على أعدائهم، فإن للسيف روحا هي التي ساعدت صاحبه على تحقيق الانتصارات.
19 (2-2) تقديم الأضحية البشرية
عرف المجتمع الياباني ظاهرة التضحية البشرية وكان ذلك بمثابة نوع من التوسل ل «آني» كي يوقف المطر الغزير أو لإيقاف هزات الأرض؛ فقد لعبت طبيعة بلاد اليابان دورا في التأثير في معتقدهم حيث كانوا يفسرون جميع ظواهر الطبيعة التي كانوا يتعرضون إليها بالقوى الإلهية وغضبها عليهم. وكان هناك غرض آخر من تقديم الأضاحي البشرية يتعلق بالحماية والدفاع؛ فقد كان الغرض من دفن الأتباع مع أسيادهم المتوفين هو الدفاع عنه في أول مراحل حياتهم الآخرة وهذا جزء مرتبط بعبادة الأسلاف.
20
وفي اليابان كان يتم استخدام الأجساد البشرية لبناء القلاع والجسور والسدود، فهناك الكثير من المباني في اليابان عثر فيها على عظام آدمية تعود إلى أشخاص جرى قتلهم واستغلال أجسادهم في البناء، وتستند تلك التضحيات لمعتقدات قديمة تؤمن بأن التضحية بالبشر واستخدام أجسادهم في البناء سيحقق بنية قوية ودواما واستمرارا لتلك الأبنية المشيدة على الأشلاء البشرية.
21
Page inconnue