القرآن، والحديث والبحث عنهما، وعن معانيهما، والعمل بما علموه من موجبهما ... " (^١).
وقال ﵀: "فهم أعلم الناس بأقواله ﷺ وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباع لها: تصديقًا، وعملًا، وحبًا وموالاة لمن والاها، وبغضًا ومعاداة لمن عاداها" (^٢).
وقال: "مذهب أهل الحديث وهم السلف من القرون الثلاثة الأولى ومن سلك سبيلهم من الخلف" (^٣).
وذكر عبد القادر الجيلاني ﵀: "أن أهل السنة لا اسم لهم إلا اسم واحد، وهو أصحاب الحديث" (^٤).
ويروي الخطيب عن أحمد بن سنان قال: "كان الوليد الكرابيسي خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا لا، قال: فتتهموني؟، قالوا: لا، قال: فإني أوصيكم أتقبلون؟، قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحاب الحديث فإني رأيت الحق معهم ... " (^٥).
وفي ذلك قيل:
دين النبي محمد أخبار ... نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وآله ... فالرأي ليل والحديث نهار (^٦)
(^١) مجموع فتاوى ابنِ تَيمِيَّةَ ٤/ ٩٥.
(^٢) مجموع الفتاوى ٣/ ٣٤٧. وانظر ٤/ ٨٥، منهاج السنة ٤/ ٢٨٧.
(^٣) مجموع الفتاوى ٦/ ٣٥٥.
(^٤) انظر: الغنية لطالبي طريقة الحق ﷿ لعبد القادر الجيلاني ١/ ٧١.
(^٥) شرف أصحاب الحديث ٥٦.
(^٦) جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٤٣.