Dictionnaire des repères géographiques dans la biographie prophétique
معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية
Maison d'édition
دار مكة للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
Lieu d'édition
مكة المكرمة
Genres
ـ[معجم الْمَعَالِمِ الْجُغْرَافِيَّةِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ]ـ
المؤلف: عاتق بن غيث بن زوير بن زاير بن حمود بن عطية بن صالح البلادي الحربي (المتوفى: ١٤٣١هـ)
الناشر: دار مكة للنشر والتوزيع، مكة المكرمة
الطبعة: الأولى، ١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
التعريف بالمؤلف (*) علّامة الحجاز: عاتق بن غيث البلادي عبد اللطيف بن محمد الحميد قسم التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية • في يوم الاثنين ١/ ٣/١٤٣١هـ توفي بمكة المكرمة العلامة المؤرخ النسابة العصامي عاتق بن غيث البلادي ﵀ وهو من جيل الرواد في المملكة العربية السعودية الذين كان في طليعتهم أحمد السباعي وأحمد عبد الغفور عطار وعبد القدوس الأنصاري وأمين مدني وأحمد الخياري ومحمد البليهد وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد العبودي وسعد بن جنيدل ومحمد العقيلي وأبو عبد الرحمن بن عقيل وغيرهم. • له أكثر من اثنين وأربعين كتابا في البلدانيات والتاريخ والإنساب والرحلات .. زرته مرتين في منزله ودار النشر الخاصة به (دار مكة) بساحة إسلام بمكة المكرمة، الأولى عام ١٤١٨هـ، والأخرى بعدها بعشر سنوات فوجدته عالما وقورا سمحا متواضعا بعيدا عن الأضواء .. عصاميا في سيرته ومسيرته. • وردت ترجمته في كتب التراجم المعاصرة .. ولعل أوفاها ترجمته لنفسه في كتابه (نشر الرياحين في تراجم مؤرخي مكة وجغرافيتها) نقتبس منها ما يهم القارئ الكريم ويوثق حياته وأعماله العلمية المباركة فهو: (عاتق بن غيث بن زوير البلادي، والبلادية فرع من قبيلة حرب، ولد في بادية شمال مكة في مكان يدعى (ميسر) بسفح جبل يدعى أبيض في ٣/ ١٠/١٣٥٢هـ، ونشأ في تلك البادية راعيا متنقلا مع أبويه حيث كان والده قصاصا نسابا شاعرا ينتجع ما بين وادي الفرع شمالا إلى وادي عرنة جنوب مكة، أما المرابع فشمال الهضاب إلى جنوب عسفان إلى شمال أم المؤمنين بين مكة ووادي فاطمة، وفي الصيف (القيظ) حول نخيلهم في (محجوبة) قرية شمال مكة بمائة وعشرين كيلا من أعالي وادي خليص .. فكانت تلك مدرسته الأولى في الترحال وحفظ القصص والأشعار. • وفي عام ١٣٦٤هـ توفي والده ﵀، فنزل عاتق مكة المكرمة، ودرس في المدرسة السعدية وفي المسجد الحرام .. ثم انتقل إلى الطائف ليعمل في الجيش، ثم واصل دراسته وتخرج في مدرسة المشاة برتبة وكيل ضابط .. وكان ضمن اللواء السعودي الذي أرسل تعزيزا للجيش الأردني في العدوان الثلاثي على قناة السويس. • وفي أثناء مكوثه في الأردن حصل على دبلوم معهد دار عمان العالي وعلى ثلاث دورات عسكرية، وتدرج في الرتب العسكرية إلى رتبة مقدم، وحصل على دورات في الجيش منها دبلوم دورة معهد اللغات. • وكان من بين أعماله في السلك العسكري ركن عمليات الفوج الأول بالمنطقة الشمالية ثم قيادة الفوج، وفي ١٣٩٦هـ انتقل إلى سلاح حرس الحدود وتسلم قيادة قطاع رابغ، ثم رئيسا للمجلس العسكري بسلاح الحدود بجدة .. وتقاعد في ١٣٩٧هـ ليتفرغ لأعماله وأبحاثه العلمية في تراث الحجاز وأدبه وتاريخه وجغرافيته. • له من الأبناء غيث وسعد وحسين وسلطان ومحمد، والبنات ليلى وفاطمة ومرزوقة وأروى ونجاة وعائشة وهاجر وهند ونورة - وفقهم الله وبارك فيهم. • بدأ البلادي الكتابة والتحقيق والنشر في صحف الندوة وعكاظ والقصيم في مرحلة مبكرة، وظهرت مقالاته في مجلتي المنهل والعرب منذ عام ١٣٨٨هـ .. وكان يعزز أبحاثه ومؤلفاته برحلاته الميدانية مما جعله في عداد الرحالة السعوديين المشهورين وله في ذلك منهج ممتع وطريف، إذ قام برحلات داخل المملكة وخارجها ونتج عن معظمها مؤلفات .. وأطول رحلاته تلك التي قطع بها مسافة سبعة آلاف كيل بالسيارة عبر (مكة - عمان - دمشق - بيروت - اللاذقية - حلب - حماة - حمص - بغداد - البصرة - الكويت - الدمام - الرياض - مكة). ويمكن تصنيف أعماله العلمية على النحو الآتي: • أولا: في مجال المؤلفات البلدانية: - كتب البلادي سبعة مؤلفات قيمة هي: (معجم معالم الحجاز) في عشرة أجزاء، و(معالم مكة التاريخية والأثرية) و(المعالم الجغرافية في السيرة النبوية) و(قلب الحجاز) و(أشهر أودية الحجاز وروافدها وقراها وسكانها) و(أودية مكة المكرمة) و(الميضاح - تصحيحاته على ما نشر عن الجزيرة العربية) و(خيبر ذات الحصون والعيون والنخيل). - ولعل كتابه الأول معجم معالم الحجاز من أهم مؤلفاته قاطبة، إذ جمع فيه ما دونه الأوائل وأضاف مشاهداته وتصحيحاته، وهو بذلك يكمل المشروع السعودي البلداني للبليهد والجاسر وابن خميس والعبودي وابن جنيدل والعقيلي. • ثانيا: في مجال المؤلفات في الرحلات: - وقد ألف في ذلك تسعة كتب هي: (على طريق الهجرة - رحلات ومشاهدات لمنطقتي مكة والمدينة) و(رحلات في بلاد العرب - رحلات ومشاهدات في شمال الحجاز والأردن) و(الرحلة النجدية) و(بين مكة وحضرموت - رحلات ومشاهدات في بلاد عسير ونجران والربع الخالي وقبائل اليمن وحضرموت) و(بين مكة واليمن - رحلات ومشاهدات للمنطقة الممتدة من مكة جنوبا بين البحر والسراة قبائلها وجغرافيتها وتاريخها) و(على ربى نجد - رحلات ومشاهدات في مناطق ما بين مكة والقصيم وعالية نجد) و(في قلب جزيرة العرب) و(بين مكة وبرك الغماد) و(الرحلة اليمانية - إعداد وشرح وتعليق). - وتبرز شخصية البلادي كثيرا في رحلاته معقبا ومستدركا ومدونا كل شاردة وواردة، الأمر الذي أعطى أهمية كبرى في إفادة الأجيال القادمة، ناهيك عن مضامينها الممتعة والطريفة. وللبلادي باع طويل في تتبع الأنساب وتدوين تاريخ القبائل وخاصة في الحجاز .. وهو تخصص نادر عزفت عنه أقسام التاريخ بالجامعات السعودية بدعوى الحساسيات والخشية من التعنصر .. في حين أن تاريخ القبائل والبوادي في زمن الشتات وفي زمن الوحدة إثراء ورفد لتاريخنا المحلي .. وهو ما أدرك أهميته الرحالة الأجانب .. والبلادي ﵀ كان موضوعيا في طرحه وغير متعصب ولا يتواني في ذكر أية معلومة طالما أسندها لقائلها .. وهذا منهج سار عليه ثقات النسابين والمؤرخين .. ومن كتبه في هذا المجال: (نسب حرب .. تاريخ ونسب) و(معجم قبائل الحجاز) و(رسائل ومسائل في الأنساب والتاريخ والجغرافيا) و(نهاية الدرب في نسب حرب: مستدرك) و(معجم القبائل العربية المتفقة اسما المختلفة نسبا أو ديارا) و(هبة الودود في نسب العرادات ذوي حمود). • وقد تفاعلت بيئة البادية الأولى واهتمامات البلادي المبكرة والتأثر بوالده في توجهه للتدوين في حقل الأدب العامي - رواية وشعرا، فألف (الأدب الشعبي في الحجاز) و(طرائف وأمثال شعبية في الجزيرة العربية) و(أخلاق البدو في أشعارهم وأخبارهم) و(نسيم الغوادي في مثنيات البلادي). • وهذا لا يعني أنه أغفل ما يتعلق بالأدب العربي الفصيح، فقد جمع فيه (سقيط الندى وفوح الشذى) و(أمثال الشعر العربي) و(ألحان وأشجان). • تبرز أوجه موسوعية البلادي أكثر في مصنفاته التاريخية وميدان التراجم، مثل (الإشراف على تاريخ الأشراف) و(المصحح في تاريخ مكة المكرمة) و(معجم الكلمات الأعجمية والغريبة في التاريخ الإسلامي) و(نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين) و(هديل الحمام في تاريخ البلد الحرام) وهما في التراجم و(زهر البساتين المستدرك على نشر الرياحين) و(محراث التراث) و(فضائل مكة وحرمة البيت الحرام) و(حصاد الأيام: ذكريات ومذكرات). وللبلادي كتب أخرى أكمل بها جهوده العلمية المباركة هي: (فضائل القرآن) و(آيات الله الباهرات) و(أدواء البشر - في الأخلاق والديانة والمعاملات). • (بقية المكيين) عنوان لما كتبه الأخ العزيز الدكتور محمد بن عبدالله المشوح في رثاء البلادي ﵀، وكان قد التقاه في منزله بمكة قبل رحيله بأيام .. ملحا على دعوته لتكريمه في ثلوثيته بالرياض، وأذكر أن المشوح قد أوصاني في لقائي بالبلادي قبل عامين على تشجيع البلادي للقدوم إلى الرياض لتكريمه ولكنه اعتذر متعللا بصعوبة ذلك صحيا. والبلادي قد نال جزءا من التكريم، ولكنه لم يكن بحجم أعماله الموسوعية، فحصل على ميدالية مؤتمر الأدباء الأول الشهير عام ١٣٩٥هـ، وعلى جائزة أمين مدني، وعلى تكريم الشيخ الوفي عبد المقصود خوجة [[بجده، ووزارة الثقافة والاعلام كما كرمته أمانة مدينة جدة وأسمت شارع في مدينة جدة باسمه عام ١٤٢٥هـ،]] .. وظهر ما يسر أبناءه وأسرته من ثناء العلماء والأدباء والباحثين والباحثات في الصحف بعد رحيله. • ولعل من واجب مؤسساتنا العلمية، مثل دارة الملك عبدالعزيز والجمعية التاريخية السعودية ونادي مكة الأدبي، السعي لإقامة ندوات خاصة عنه وتبني نشر أعماله الكاملة في طبعات جديدة. رحم الله شيخنا البلادي، وبارك في علمه وعقبه آمين. _________ المصدر: (صحيفة عكاظ) (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: التعريف بالمؤلف هو مقالات ملتقطة من مواقع إنترنت نتفرقة
عاتق البلادي .. علم من أعلام البلدان والأنساب والتاريخ فقدته المملكة طالب الذبياني - على النقمي - مكة شيعت العاصمة المقدسة فجر اليوم جثمان المؤرخ والباحث المعروف عاتق بن غيث البلادي إثر مرض ألم به مؤخرا لم يمهله طويلا، وسط حشد كبير من أهالي مكة وذوي الفقيد وعدد من الأدباء والمؤرخين، حيث أُديت عليه بالمسجد الحرام ووري جثمانه الثرى بمقابر المعلاة بمكة المكرمة. وعبّر لـ"المدينة" ذوو الفقيد عن بالغ حزنهم وعظيم تأثرهم بوفاة والدهم عصر أمس ونزول الخبر عليهم كالصاعقة، وقال ابنه المهندس حسين بن عاتق: إن خبر وفاة والدي أثّر فينا جميعا أثرا كبيرا فلم يكن أب لنا فقط بل كان هامة وقامة كبيرة تُسجّل سيرته بماء من ذهب عرفه بها البعيد قبل القريب ﵀ رحمة واسعة. فيما تناول ابنه الرائد مسلط بن عاتق سيرة والده وتربيتة العظيمة لأبنائه وأهله جميعا مستطردا مواقف كثيرة تعلم منها التربية والتعليم. وقال: عزاؤنا في والدنا ما تركه من إرث تاريخي عظيم ومكتبة عامرة بالكتب النافعة القيّمة والتي ستكون بحول الله وقوته منهلًا وموردًا عذبا لكل باحث وطالب علم. فيما اعتبر عدد من المؤرخين وعلماء التاريخ ورؤساء الأندية الادبية وفاة العالِم التاريخي عاتق البلادي بالخسارة الكبيرة للوطن، كونه من القلائل الذين برزوا في مجل التاريخ وعلم الأنساب، وقالوا لـ «المدينة»: إنه كان بمثابة المرجع لأي مؤرخ. وقال عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي: إن وفاة الشيخ عاتق البلادي عالم البلدان خسارة كبيرة فهو رمز من رموز الوطن الذين برعوا في مجال الانسان وعلم البلدان وله مؤلفات عدة في هذا المجال وجهود بارزة في التحقيق في المصادر التي تم نشرها وهو من أميز الباحثين ونأمل ان يعوضنا الله بعالم مثله. وأضاف د. الحارثي أنه كان يزوره في مسكنه بين الفينة والأخرى خصوصا بعد ان أقعده المرض، فأنا بمقام التلميذ للشيخ البلادي ﵀. وقدّم رئيس النادي الأدبي بالطائف حماد السالمي عزاءه لابناء الراحل ولأهله ولتلاميذه ومحبيه مؤكدًا أن الوطن فقد بموته علمًا من أعلام التاريخ والتأليف في المملكة، وقال: عرفت الشيخ عاتق منذ سنوات طويلة وكانت صلتي به صلة التلميذ بأستاذه فهو رائد من رواد البحث الجاد وكنت اسميه جاسر الحجاز لما له من سبق وتفرد في البحث والتأليف ويتميز بحاسة فريدة في الرحلات فهو رائد مجغرف ناهزت كتبه الـ٥٠ كتابا كانت نتاج رحلة طويلة وشاقة ومتعبة وقد عُرف بحبه للوقوف على الأمكنة وتتبع ما ورد من آثار الرحالة القدامى والمؤرخين والمجغرفين وتوثيقها فله رحلة من مكة إلى حضرموت وله رحلة عبر تهامة إلى اليمن ورحلات أخرى منذ أن كان في البدلة العسكرية وهو رجل عصامي وباحث جاد بتميز بعفة اللسان ونظافة اليد وعزة النفس وكان يصرف على طباعة كتبه من جيبه الخاص ولا يبحث عن الممولين ومكتبته من المكتبات الرائدة في مكة المكرمة وقد كان لي معه اتصال قبل أسبوع حيث اتصلت موجها له الدعوة لإحياء أمسية في نادي الطائف الأدبي فقال لي أنه خارج من المستشفى ولا يستطيع الطلوع إلى الطائف ووعدني بأن يلبي الرغبة مع بداية الصيف ولكن كان القدر أسرع .. ﵀ رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته. وقال الدكتور والباحث عمر بن غرامه العمروي: أقدم التعازي لأبناء الفقيد وللأدباء وعلماء الآثار والبلدان وكل من حمل القلم في المملكة فالأخ عاتق البلادي أحد أعلام المملكة وهو علاّمة الحجاز بلا منازع فقد شارك معنا في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية ولست هنا بصدد حصر مؤلفاته ولكني أقول أنه قد خدم وطنه ومنطقته الحجاز خاصة بقلمه السيال وألّف فيها ما لم يسبقه أحد في ذلك. غدا .. لقاءات موسعة مع أبنائه وعدد من المثقفين _________ المصدر: صحيفة المدينة الثلاثاء ٢/ ٣/١٤٣١هـ http://www.al-madina.com/node/224712
عاتق البلادي الرياض - سعد الثقفي انتقل إلى رحمة الله تعالى، مساء أمس الاثنين الأديب والمؤرخ عاتق بن غيث البلادي،. . . . ولد رحمة الله في بادية مكة الشمالية قرب خليص، في الثالث من شوال لعام ألف وثلاثمائة واثنين وخمسين للهجرة، ثم التحق بالجيش السعودي، وفي عام ألف وثلاثمائة وستة وسبعين تخرّج في مدرسة المشاة بالطائف، وعمل بالجيش السعودي حتى وصل إلى رتبة مقدم، وفي عام ألف وثلاثمائة وسبعة وتسعين من الهجرة، أُحيل إلى التقاعد؛ ليعمل بعد ذلك في المجال الثقافي، وليحقق ما يربو على عشرين كتابا، في التأريخ والتراث، والشعر الشعبي. وعمل مراسلا صحفيا لبعض الصحف، ولقد روى لي رحمة الله أنّه أول سعودي يحصل على دبلوم صحافة من الأردن. وبدأ حياته بالصحافة والكتابة لصحف الحجاز القديمة مثل صوت الحجاز وحراء وأم القرى، وغيرها. ثم أسس دار مكة للنشر والتوزيع عام ١٣٩٧هـ التي عنيت بنشر وتوزيع مؤلفاته. وكتب في المجلات الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية مئات المقالات والبحوث. وله من المؤلفات المطبوعة عشرون كتابًا، وأخرى لا تزال مخطوطة. وهو عضو منتسب في كل من نادي مكة الثقافي الأدبي، ونادي جدة الأدبي، ونادي الطائف الأدبي. كما حضر عددًا من المؤتمرات الأدبية والتاريخية. وأجرى عدة مقابلات وندوات صحفية وإذاعية وتلفازية. وتم تكريمه يرحمه الله من قبل الدولة، ممثلة في وكالة وزارة الثقافة والاعلام. كما تمّ تكريمه من قبل أثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، وكرّم من قبل نادي مكة الثقافي الأدبي. ومن مؤلفاته المطبوعة: معجم معالم الحجاز (عشرة أجزاء)، معجم قبائل الحجاز (ثلاثة أجزاء)، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، فضائل مكة وحرمة البيت الحرام. فضائل القرآن. معالم مكة التاريخية والأثرية. أمثال الشعر العربي. الأدب الشعبي في الحجاز. بين مكة وحضرموت. على طريق الهجرة، بين مكة واليمن، نسب حرب، رحلات في بلاد العرب، الرحلة النجدية، طرائف وأمثال شعبية، أودية مكة، أخلاق البدو، قلب الحجاز، على رُبا نجد. أشتهر الدكتور عاتق بن غيث البلادي (دكتوراه فخرية) برحلاته التي حقق من خلالها كثيرا من الطرق، والأودية، والتي امتدت من العراق شمالا حتى جنوب الجزيرة العربية واليمن. وبوفاة الشيخ عاتق بن غيث البلادي الحربي ﵀ افتقدت الأوساط الثقافية والأدبية في المملكة أديبا وعالما فذا. جدير بالذكر أنّ صفحة التراث بجريدة الرياض قد حفلت بقلم البلادي رحمة الله قبل بضع سنين حين كتب عدّة مقالات بعنوان: محراث التراث. _________ المصدر: (صحيفة الرياض)
علامة الحجاز الشيخ عاتق البلادي (١٣٥٢ هـ - ١٤٣١ هـ) إعداد - بدر بن شاهين الذوادي باحث في الشؤون التاريخية • هو الأديب النسابة المؤرخ الجغرافي الشاعر الشيخ الرحالة (ابن بطوطة هذا الزمان) عاتق بن غيث بن زوير بن زاير بن حمود بن عطية بن صالح البلادي والبلادية فرع من قبيلة حرب العريضة التي تكاد تمتد - اليوم - بلا انقطاع من صحراء الطفَ شمالًا إلى وادي حلي جنوبًا، مرورًا بالمدينة وضواحي مكة وجدة، وغيرها من المدن. • ولد في بادية شمال مكة، في مكان يدعى (مسر) بسفح جبيل يدعى (أبيَض) يوم ٣ شوال ١٣٥٢ هـ الموافق ١٩٣٢ م (بين صلاتي العصر والمغرب)، ونشأ في البادية في بيت أبوين مؤمنين فأباه كان يؤذن لكل فرض ويصلي، وأمه هي التي علمته الصلاة. في هذه البادية رعى جميع أنواع المواشي، البهم والغنم والإبل، وطارد الجحاش، بل وطارد الذئاب بالعصا وبالنار! وكان والده قصاصًا نسابة شاعرًا ناقدًا، كل ذلك على مستوى قوم أميين، لا كما يعرف هو، فتأثر به، وكان يحفظ شعر قومه حفظًا جامعًا، فلا تمر به قصيدة إلا حفظها. • طلبه للعلم: وفي عام ١٣٦٤ هـ توفي والده وكانت البلاد في ظروف الحرب العالمية الثانية، فنزل مكة المكرمة، ودرس في مدارسها النظامية، غير أن تركيزه كان على الدراسة في المسجد الحرام، فأخذ عن مشايخ فضلاء، منهم الشيخ عبد المهيمن عبد الظاهر أبو السمح وغيره. • العمل في الجيش: وفي عام ١٣٧٢ هـ سافر إلى الطائف فعين في الجيش برتبة نائب كاتب في ١٥ جمادى الأول ١٣٧٢ هـ، وفي ٢١ جمادى الآخر ١٣٧٥ هـ رقي إلى رتبة وكيل، وفي ١ ربيع الآخر ١٣٧٦ هـ تخرج في مدرسة المشاة برتبة وكيل ضابط، فكان ضمن اللواء السعودي الحادي عشر الذي أرسل تعزيزًا للجيش الأردني أثناء العدوان الثلاثي على قناة السويس. وفي خلال سنتين هناك حصل على: دبلوم في فن الصحافة من (معهد دار عمان العالي)، وعلى ثلاث دورات عسكرية في الجيش العرب (الأردني). تدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة مقدم. وفي ١ ربيع الآخر ١٣٩٤ هـ رقي إلى رتبة مقدم، وفي ١٧ جمادى الآخر ١٣٩٤ هـ عين ركن عمليات الفوج الأول بالمنطقة الشمالية، ثم تسلم قيادة الفوج بعد ذلك، وفي ١٣٩٦ هـ نقل إلى سلاح الحدود فتسلم قيادة قطاع رابغ، ثم نقل إلى وظيفة رئيس المجلس العسكري بسلاح الحدود بجدة، وهي آخر وظيفة عمل بها. حصل على دورات عديدة في الجيش، من أهمها: دورة معهد اللغات لمدة سنة، حصل منه على دبلوم في اللغة الإنجليزية، والدورة المتقدمة المشتركة لمدة سنة، كان ترتيبه الثالث، والدورة التأسيسية في سلاح المشاة، ودورات عديدة أخرى. • التفرغ للأعمال الفكرية: هو من جيل الرواد في المملكة العربية السعودية الذين كان في طليعتهم أحمد السباعي وأحمد عبد الغفور عطار وعبد القدوس الأنصاري وأمين مدني وأحمد الخياري ومحمد البليهد وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد العبودي وسعد بن جنيدل ومحمد العقيلي وأبو عبد الرحمن بن عقيل وغيرهم - منذ أن حصل على مؤهل في الصحافة اشتغل - جزئيًا - في الأعمال الفكرية، وفي ١ ذي القعدة ١٣٩٧ هـ صدر الأمر بإحالته على التقاعد بناء على رغبته للتفرغ للأعمال الفكرية. -وفي ٧ ربيع الأول ١٣٩٩ هـ أسس دار مكة للنشر والتوزيع، التي لا زالت تنشر مؤلفاته وغيرها. • النشاط والإنتاج الفكري: منذ أن حصل على الدبلوم في فن الصحافة - كما أشرت سابقًا - كانت له محاولات، وإن كانت في البداية متواضعة، فكتب إلى جرائد: الندوة وعكاظ والقصيم والأضواء، وغيرها تحت أسماء مستعارة. ولكن منذ عام ١٣٨٨ هـ صار يكتب بحوثًا مركزة في مجلتي المنهل والعرب، ومقالات وبحوث بلغت المئات في الجرائد والمجلات الأخرى الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية. • قام برحلات داخل الجزيرة وخارجها، فالتي في الجزيرة لا يحصيها، ونتج عن معظمها مؤلفات، أما خارج الجزيرة فرحلات عديدة إلى: الأردن وسورية وفلسطين - الضفة الغربية قبل الاحتلال - والعراق والكويت ومصر، منها رحلة واحدة بالسيارة فقطع فيها نيفًا وسبعة آلاف كيل: مكة - عمان - دمشق - بيروت اللاذقية - حلب، حماة وحمص - دمشق - عمان - بغداد - البصرة - الكويت - الدمام - الرياض - مكة. • حضر عددًا من المؤتمرات الأدبية والتاريخية، وهو عضو في عدد من النوادي الأدبية منها نادي مكة الثقافي الأدبي، نادي جدة الأدبي، عضو في نادي الطائف الأدبي. • أجريت معه مقابلات صحفية وإذاعية وتلفزيونية لا تحصى. كتب عنه عشرات التراجم والدراسات من الصين شرقًا إلى شيكاغو غربًا! وترجم بعض كتبه إلى لغات أخرى، للحديث بقية _________ المصدر: صحيفة الوطن الالكترونية البحرينية، ٢/ ٤/٢٠١٠م العدد (١٥٧٤)
أصدقاء الراحل ينتظرون إعادة طباعة ٣٠ كتابا لآخر الرواد المؤرخين عاتق البلادي خادم التراث يرحل قبل تكريمه بأيام معتوق الشريف، نعيم تميم الحكيم - جدة فجعت الأوساط الثقافية والأدبية في المملكة برحيل المؤرخ المكي الشيخ عاتق بن غيث البلادي الحربي ظهر أمس في مكة المكرمة عن عمر يناهز ٨٠ عاما بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعتبر البلادي رمزا من رموز الثقافة والتأريخ والجغرافية في المملكة عبر مؤلفاته التي ناهزت الثلاثين مؤلفا أشهرها (معجم معالم الحجاز) و(معجم قبائل الحجاز)، و(معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية وفضائل مكة) و(حرمة البيت الحرام) .. وغيرها من الكتب في التاريخ والتراث، وقد صلي على الراحل في المسجد الحرام فجر اليوم الثلاثاء. ويعد البلادي الذي كان نادي مكة الثقافي الأدبي يستعد لتكريمه من أواخر الرواد المؤرخين الذين أفنوا حياتهم في الترحال رصدا وتوثيقا لتاريخ وجغرافية وإنسان وتراث المملكة والجزيرة العربية منذ أن قرر الاستقالة من عمله في الجيش في سنة ١٣٩٧ ليقود سيارته التي تربض إلى جوار بيته في مكة متنقلا بين المدن والهجر والأودية وحيدا لتوثيق تراث ومعالم هذا الوطن. يتذكر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان الراحل قائلا: «فقدنا علما من أعلام الفكر والتراث ليس في مكة وحدها بل في المملكة فهو يعتبر خسارة للجميع لما يتمتع به ــ ﵀ ــ من خلق عال وتعامل مثالي وحرص على العلم فهو باحث من الطراز النادر ودائما ماكنت استأنس بكتبه الجميلة التي يبدو فيها جهد الباحث الحصيف المنصف»، وأضاف: «عندما قرر نادي مكة الثقافي الأدبي تكريمي طلبت منهم أن يقدم البلادي بالتكريم نظرا لظروفه الصحية لكنهم أخبروني في النادي بأن صحته في الآونة الحالية لاتحتمل ذلك فتم تكريمي أولا وكان النادي حسب علمي يعد العدة لتكريمه لكن قدر الله كان سابقا». واستطرد أبو سليمان: «مهما قلت في الصديق العزيز الشيخ عاتق البلادي فلن أوفيه حقه ولانملك إلا أن ندعو له بالرحمة والغفران وأن يجعل ما تركه من إرث في ميزان حسناته». علم كبير وعد رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور سهيل بن حسن قاضي رحيل البلادي مفاجأة للجميع كون النادي يعد العدة لتكريمه، وقال: «ظروف الراحل الصحية حالت أكثر من مرة بيننا وبين تكريمه». ولفت إلى أن «الراحل يعتبر علما كبيرا في الأدب والثقافة ومحققا نابغا في مجال التراث لم يأخذ حقه من التكريم بما قدم»، وأضاف: «الراحل قدم كنزا ثمينا تمثل في كم الكتب التي ألفها عن تاريخ مكة المكرمة والحجاز وتوثيق أدبائها وعلمائها في مجهود بحثي نادر الحدوث في هذا الزمان». واستطرد رئيس مجلس إدارة نادي مكة الأدبي قائلا: «كان الراحل يعمل بصمت وهدوء فهو بحق خادم للتراث نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويبدله دارا خيرا من داره». الاهتمام بكتبه وطالب الدكتور سهيل قاضي وعضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي الجهات الثقافية والبحثية والعلمية والأكاديمية ومكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبد العزيز العامة وغيرها من الجهات الاهتمام بكتب الشيخ عاتق البلادي وحفظها وإعادة طباعتها لتسهيل وصولها للباحثين، وقال الزيلعي: إن «البلادي خدم تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها وإنسانها من خلال رحلاته التي قام بها في مختلف أنحاء المملكة وقدم هذه الرحلات في كتب لا يستغني عنها كثيرون من الباحثين، فهو لم يكتف بوصف مشاهداته والأمكنة التي مر بها وحديث الناس وإنما أصل لكل موقع من المواقع التي زارها من حيث ذكرها في كتب الرحلات مبرزا فيها تاريخ هذه المواقع وتراثها وثقافتها والمنتسبون إليها من شعراء ومؤرخين ورجال فكر وسياسة وأحداث تاريخية». وأضاف: إن «الراحل ترك كما كبيرا من المؤلفات بعضها نفدت طباعتها لذلك أطالب الجهات كالجامعات ودارة الملك عبد العزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة وغيرها من الجهات التي تعنى بالنشر إعادة طباعة كتب البلادي لتكون على شبه موسوعة كاملة توضع بين يدي الدارسين». _________ المصدر: (صحيفة عكاظ)
التعريف بالمؤلف (*) علّامة الحجاز: عاتق بن غيث البلادي عبد اللطيف بن محمد الحميد قسم التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية • في يوم الاثنين ١/ ٣/١٤٣١هـ توفي بمكة المكرمة العلامة المؤرخ النسابة العصامي عاتق بن غيث البلادي ﵀ وهو من جيل الرواد في المملكة العربية السعودية الذين كان في طليعتهم أحمد السباعي وأحمد عبد الغفور عطار وعبد القدوس الأنصاري وأمين مدني وأحمد الخياري ومحمد البليهد وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد العبودي وسعد بن جنيدل ومحمد العقيلي وأبو عبد الرحمن بن عقيل وغيرهم. • له أكثر من اثنين وأربعين كتابا في البلدانيات والتاريخ والإنساب والرحلات .. زرته مرتين في منزله ودار النشر الخاصة به (دار مكة) بساحة إسلام بمكة المكرمة، الأولى عام ١٤١٨هـ، والأخرى بعدها بعشر سنوات فوجدته عالما وقورا سمحا متواضعا بعيدا عن الأضواء .. عصاميا في سيرته ومسيرته. • وردت ترجمته في كتب التراجم المعاصرة .. ولعل أوفاها ترجمته لنفسه في كتابه (نشر الرياحين في تراجم مؤرخي مكة وجغرافيتها) نقتبس منها ما يهم القارئ الكريم ويوثق حياته وأعماله العلمية المباركة فهو: (عاتق بن غيث بن زوير البلادي، والبلادية فرع من قبيلة حرب، ولد في بادية شمال مكة في مكان يدعى (ميسر) بسفح جبل يدعى أبيض في ٣/ ١٠/١٣٥٢هـ، ونشأ في تلك البادية راعيا متنقلا مع أبويه حيث كان والده قصاصا نسابا شاعرا ينتجع ما بين وادي الفرع شمالا إلى وادي عرنة جنوب مكة، أما المرابع فشمال الهضاب إلى جنوب عسفان إلى شمال أم المؤمنين بين مكة ووادي فاطمة، وفي الصيف (القيظ) حول نخيلهم في (محجوبة) قرية شمال مكة بمائة وعشرين كيلا من أعالي وادي خليص .. فكانت تلك مدرسته الأولى في الترحال وحفظ القصص والأشعار. • وفي عام ١٣٦٤هـ توفي والده ﵀، فنزل عاتق مكة المكرمة، ودرس في المدرسة السعدية وفي المسجد الحرام .. ثم انتقل إلى الطائف ليعمل في الجيش، ثم واصل دراسته وتخرج في مدرسة المشاة برتبة وكيل ضابط .. وكان ضمن اللواء السعودي الذي أرسل تعزيزا للجيش الأردني في العدوان الثلاثي على قناة السويس. • وفي أثناء مكوثه في الأردن حصل على دبلوم معهد دار عمان العالي وعلى ثلاث دورات عسكرية، وتدرج في الرتب العسكرية إلى رتبة مقدم، وحصل على دورات في الجيش منها دبلوم دورة معهد اللغات. • وكان من بين أعماله في السلك العسكري ركن عمليات الفوج الأول بالمنطقة الشمالية ثم قيادة الفوج، وفي ١٣٩٦هـ انتقل إلى سلاح حرس الحدود وتسلم قيادة قطاع رابغ، ثم رئيسا للمجلس العسكري بسلاح الحدود بجدة .. وتقاعد في ١٣٩٧هـ ليتفرغ لأعماله وأبحاثه العلمية في تراث الحجاز وأدبه وتاريخه وجغرافيته. • له من الأبناء غيث وسعد وحسين وسلطان ومحمد، والبنات ليلى وفاطمة ومرزوقة وأروى ونجاة وعائشة وهاجر وهند ونورة - وفقهم الله وبارك فيهم. • بدأ البلادي الكتابة والتحقيق والنشر في صحف الندوة وعكاظ والقصيم في مرحلة مبكرة، وظهرت مقالاته في مجلتي المنهل والعرب منذ عام ١٣٨٨هـ .. وكان يعزز أبحاثه ومؤلفاته برحلاته الميدانية مما جعله في عداد الرحالة السعوديين المشهورين وله في ذلك منهج ممتع وطريف، إذ قام برحلات داخل المملكة وخارجها ونتج عن معظمها مؤلفات .. وأطول رحلاته تلك التي قطع بها مسافة سبعة آلاف كيل بالسيارة عبر (مكة - عمان - دمشق - بيروت - اللاذقية - حلب - حماة - حمص - بغداد - البصرة - الكويت - الدمام - الرياض - مكة). ويمكن تصنيف أعماله العلمية على النحو الآتي: • أولا: في مجال المؤلفات البلدانية: - كتب البلادي سبعة مؤلفات قيمة هي: (معجم معالم الحجاز) في عشرة أجزاء، و(معالم مكة التاريخية والأثرية) و(المعالم الجغرافية في السيرة النبوية) و(قلب الحجاز) و(أشهر أودية الحجاز وروافدها وقراها وسكانها) و(أودية مكة المكرمة) و(الميضاح - تصحيحاته على ما نشر عن الجزيرة العربية) و(خيبر ذات الحصون والعيون والنخيل). - ولعل كتابه الأول معجم معالم الحجاز من أهم مؤلفاته قاطبة، إذ جمع فيه ما دونه الأوائل وأضاف مشاهداته وتصحيحاته، وهو بذلك يكمل المشروع السعودي البلداني للبليهد والجاسر وابن خميس والعبودي وابن جنيدل والعقيلي. • ثانيا: في مجال المؤلفات في الرحلات: - وقد ألف في ذلك تسعة كتب هي: (على طريق الهجرة - رحلات ومشاهدات لمنطقتي مكة والمدينة) و(رحلات في بلاد العرب - رحلات ومشاهدات في شمال الحجاز والأردن) و(الرحلة النجدية) و(بين مكة وحضرموت - رحلات ومشاهدات في بلاد عسير ونجران والربع الخالي وقبائل اليمن وحضرموت) و(بين مكة واليمن - رحلات ومشاهدات للمنطقة الممتدة من مكة جنوبا بين البحر والسراة قبائلها وجغرافيتها وتاريخها) و(على ربى نجد - رحلات ومشاهدات في مناطق ما بين مكة والقصيم وعالية نجد) و(في قلب جزيرة العرب) و(بين مكة وبرك الغماد) و(الرحلة اليمانية - إعداد وشرح وتعليق). - وتبرز شخصية البلادي كثيرا في رحلاته معقبا ومستدركا ومدونا كل شاردة وواردة، الأمر الذي أعطى أهمية كبرى في إفادة الأجيال القادمة، ناهيك عن مضامينها الممتعة والطريفة. وللبلادي باع طويل في تتبع الأنساب وتدوين تاريخ القبائل وخاصة في الحجاز .. وهو تخصص نادر عزفت عنه أقسام التاريخ بالجامعات السعودية بدعوى الحساسيات والخشية من التعنصر .. في حين أن تاريخ القبائل والبوادي في زمن الشتات وفي زمن الوحدة إثراء ورفد لتاريخنا المحلي .. وهو ما أدرك أهميته الرحالة الأجانب .. والبلادي ﵀ كان موضوعيا في طرحه وغير متعصب ولا يتواني في ذكر أية معلومة طالما أسندها لقائلها .. وهذا منهج سار عليه ثقات النسابين والمؤرخين .. ومن كتبه في هذا المجال: (نسب حرب .. تاريخ ونسب) و(معجم قبائل الحجاز) و(رسائل ومسائل في الأنساب والتاريخ والجغرافيا) و(نهاية الدرب في نسب حرب: مستدرك) و(معجم القبائل العربية المتفقة اسما المختلفة نسبا أو ديارا) و(هبة الودود في نسب العرادات ذوي حمود). • وقد تفاعلت بيئة البادية الأولى واهتمامات البلادي المبكرة والتأثر بوالده في توجهه للتدوين في حقل الأدب العامي - رواية وشعرا، فألف (الأدب الشعبي في الحجاز) و(طرائف وأمثال شعبية في الجزيرة العربية) و(أخلاق البدو في أشعارهم وأخبارهم) و(نسيم الغوادي في مثنيات البلادي). • وهذا لا يعني أنه أغفل ما يتعلق بالأدب العربي الفصيح، فقد جمع فيه (سقيط الندى وفوح الشذى) و(أمثال الشعر العربي) و(ألحان وأشجان). • تبرز أوجه موسوعية البلادي أكثر في مصنفاته التاريخية وميدان التراجم، مثل (الإشراف على تاريخ الأشراف) و(المصحح في تاريخ مكة المكرمة) و(معجم الكلمات الأعجمية والغريبة في التاريخ الإسلامي) و(نشر الرياحين في تاريخ البلد الأمين) و(هديل الحمام في تاريخ البلد الحرام) وهما في التراجم و(زهر البساتين المستدرك على نشر الرياحين) و(محراث التراث) و(فضائل مكة وحرمة البيت الحرام) و(حصاد الأيام: ذكريات ومذكرات). وللبلادي كتب أخرى أكمل بها جهوده العلمية المباركة هي: (فضائل القرآن) و(آيات الله الباهرات) و(أدواء البشر - في الأخلاق والديانة والمعاملات). • (بقية المكيين) عنوان لما كتبه الأخ العزيز الدكتور محمد بن عبدالله المشوح في رثاء البلادي ﵀، وكان قد التقاه في منزله بمكة قبل رحيله بأيام .. ملحا على دعوته لتكريمه في ثلوثيته بالرياض، وأذكر أن المشوح قد أوصاني في لقائي بالبلادي قبل عامين على تشجيع البلادي للقدوم إلى الرياض لتكريمه ولكنه اعتذر متعللا بصعوبة ذلك صحيا. والبلادي قد نال جزءا من التكريم، ولكنه لم يكن بحجم أعماله الموسوعية، فحصل على ميدالية مؤتمر الأدباء الأول الشهير عام ١٣٩٥هـ، وعلى جائزة أمين مدني، وعلى تكريم الشيخ الوفي عبد المقصود خوجة [[بجده، ووزارة الثقافة والاعلام كما كرمته أمانة مدينة جدة وأسمت شارع في مدينة جدة باسمه عام ١٤٢٥هـ،]] .. وظهر ما يسر أبناءه وأسرته من ثناء العلماء والأدباء والباحثين والباحثات في الصحف بعد رحيله. • ولعل من واجب مؤسساتنا العلمية، مثل دارة الملك عبدالعزيز والجمعية التاريخية السعودية ونادي مكة الأدبي، السعي لإقامة ندوات خاصة عنه وتبني نشر أعماله الكاملة في طبعات جديدة. رحم الله شيخنا البلادي، وبارك في علمه وعقبه آمين. _________ المصدر: (صحيفة عكاظ) (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: التعريف بالمؤلف هو مقالات ملتقطة من مواقع إنترنت نتفرقة
عاتق البلادي .. علم من أعلام البلدان والأنساب والتاريخ فقدته المملكة طالب الذبياني - على النقمي - مكة شيعت العاصمة المقدسة فجر اليوم جثمان المؤرخ والباحث المعروف عاتق بن غيث البلادي إثر مرض ألم به مؤخرا لم يمهله طويلا، وسط حشد كبير من أهالي مكة وذوي الفقيد وعدد من الأدباء والمؤرخين، حيث أُديت عليه بالمسجد الحرام ووري جثمانه الثرى بمقابر المعلاة بمكة المكرمة. وعبّر لـ"المدينة" ذوو الفقيد عن بالغ حزنهم وعظيم تأثرهم بوفاة والدهم عصر أمس ونزول الخبر عليهم كالصاعقة، وقال ابنه المهندس حسين بن عاتق: إن خبر وفاة والدي أثّر فينا جميعا أثرا كبيرا فلم يكن أب لنا فقط بل كان هامة وقامة كبيرة تُسجّل سيرته بماء من ذهب عرفه بها البعيد قبل القريب ﵀ رحمة واسعة. فيما تناول ابنه الرائد مسلط بن عاتق سيرة والده وتربيتة العظيمة لأبنائه وأهله جميعا مستطردا مواقف كثيرة تعلم منها التربية والتعليم. وقال: عزاؤنا في والدنا ما تركه من إرث تاريخي عظيم ومكتبة عامرة بالكتب النافعة القيّمة والتي ستكون بحول الله وقوته منهلًا وموردًا عذبا لكل باحث وطالب علم. فيما اعتبر عدد من المؤرخين وعلماء التاريخ ورؤساء الأندية الادبية وفاة العالِم التاريخي عاتق البلادي بالخسارة الكبيرة للوطن، كونه من القلائل الذين برزوا في مجل التاريخ وعلم الأنساب، وقالوا لـ «المدينة»: إنه كان بمثابة المرجع لأي مؤرخ. وقال عميد شؤون المكتبات بجامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي: إن وفاة الشيخ عاتق البلادي عالم البلدان خسارة كبيرة فهو رمز من رموز الوطن الذين برعوا في مجال الانسان وعلم البلدان وله مؤلفات عدة في هذا المجال وجهود بارزة في التحقيق في المصادر التي تم نشرها وهو من أميز الباحثين ونأمل ان يعوضنا الله بعالم مثله. وأضاف د. الحارثي أنه كان يزوره في مسكنه بين الفينة والأخرى خصوصا بعد ان أقعده المرض، فأنا بمقام التلميذ للشيخ البلادي ﵀. وقدّم رئيس النادي الأدبي بالطائف حماد السالمي عزاءه لابناء الراحل ولأهله ولتلاميذه ومحبيه مؤكدًا أن الوطن فقد بموته علمًا من أعلام التاريخ والتأليف في المملكة، وقال: عرفت الشيخ عاتق منذ سنوات طويلة وكانت صلتي به صلة التلميذ بأستاذه فهو رائد من رواد البحث الجاد وكنت اسميه جاسر الحجاز لما له من سبق وتفرد في البحث والتأليف ويتميز بحاسة فريدة في الرحلات فهو رائد مجغرف ناهزت كتبه الـ٥٠ كتابا كانت نتاج رحلة طويلة وشاقة ومتعبة وقد عُرف بحبه للوقوف على الأمكنة وتتبع ما ورد من آثار الرحالة القدامى والمؤرخين والمجغرفين وتوثيقها فله رحلة من مكة إلى حضرموت وله رحلة عبر تهامة إلى اليمن ورحلات أخرى منذ أن كان في البدلة العسكرية وهو رجل عصامي وباحث جاد بتميز بعفة اللسان ونظافة اليد وعزة النفس وكان يصرف على طباعة كتبه من جيبه الخاص ولا يبحث عن الممولين ومكتبته من المكتبات الرائدة في مكة المكرمة وقد كان لي معه اتصال قبل أسبوع حيث اتصلت موجها له الدعوة لإحياء أمسية في نادي الطائف الأدبي فقال لي أنه خارج من المستشفى ولا يستطيع الطلوع إلى الطائف ووعدني بأن يلبي الرغبة مع بداية الصيف ولكن كان القدر أسرع .. ﵀ رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته. وقال الدكتور والباحث عمر بن غرامه العمروي: أقدم التعازي لأبناء الفقيد وللأدباء وعلماء الآثار والبلدان وكل من حمل القلم في المملكة فالأخ عاتق البلادي أحد أعلام المملكة وهو علاّمة الحجاز بلا منازع فقد شارك معنا في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية ولست هنا بصدد حصر مؤلفاته ولكني أقول أنه قد خدم وطنه ومنطقته الحجاز خاصة بقلمه السيال وألّف فيها ما لم يسبقه أحد في ذلك. غدا .. لقاءات موسعة مع أبنائه وعدد من المثقفين _________ المصدر: صحيفة المدينة الثلاثاء ٢/ ٣/١٤٣١هـ http://www.al-madina.com/node/224712
عاتق البلادي الرياض - سعد الثقفي انتقل إلى رحمة الله تعالى، مساء أمس الاثنين الأديب والمؤرخ عاتق بن غيث البلادي،. . . . ولد رحمة الله في بادية مكة الشمالية قرب خليص، في الثالث من شوال لعام ألف وثلاثمائة واثنين وخمسين للهجرة، ثم التحق بالجيش السعودي، وفي عام ألف وثلاثمائة وستة وسبعين تخرّج في مدرسة المشاة بالطائف، وعمل بالجيش السعودي حتى وصل إلى رتبة مقدم، وفي عام ألف وثلاثمائة وسبعة وتسعين من الهجرة، أُحيل إلى التقاعد؛ ليعمل بعد ذلك في المجال الثقافي، وليحقق ما يربو على عشرين كتابا، في التأريخ والتراث، والشعر الشعبي. وعمل مراسلا صحفيا لبعض الصحف، ولقد روى لي رحمة الله أنّه أول سعودي يحصل على دبلوم صحافة من الأردن. وبدأ حياته بالصحافة والكتابة لصحف الحجاز القديمة مثل صوت الحجاز وحراء وأم القرى، وغيرها. ثم أسس دار مكة للنشر والتوزيع عام ١٣٩٧هـ التي عنيت بنشر وتوزيع مؤلفاته. وكتب في المجلات الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية مئات المقالات والبحوث. وله من المؤلفات المطبوعة عشرون كتابًا، وأخرى لا تزال مخطوطة. وهو عضو منتسب في كل من نادي مكة الثقافي الأدبي، ونادي جدة الأدبي، ونادي الطائف الأدبي. كما حضر عددًا من المؤتمرات الأدبية والتاريخية. وأجرى عدة مقابلات وندوات صحفية وإذاعية وتلفازية. وتم تكريمه يرحمه الله من قبل الدولة، ممثلة في وكالة وزارة الثقافة والاعلام. كما تمّ تكريمه من قبل أثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، وكرّم من قبل نادي مكة الثقافي الأدبي. ومن مؤلفاته المطبوعة: معجم معالم الحجاز (عشرة أجزاء)، معجم قبائل الحجاز (ثلاثة أجزاء)، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، فضائل مكة وحرمة البيت الحرام. فضائل القرآن. معالم مكة التاريخية والأثرية. أمثال الشعر العربي. الأدب الشعبي في الحجاز. بين مكة وحضرموت. على طريق الهجرة، بين مكة واليمن، نسب حرب، رحلات في بلاد العرب، الرحلة النجدية، طرائف وأمثال شعبية، أودية مكة، أخلاق البدو، قلب الحجاز، على رُبا نجد. أشتهر الدكتور عاتق بن غيث البلادي (دكتوراه فخرية) برحلاته التي حقق من خلالها كثيرا من الطرق، والأودية، والتي امتدت من العراق شمالا حتى جنوب الجزيرة العربية واليمن. وبوفاة الشيخ عاتق بن غيث البلادي الحربي ﵀ افتقدت الأوساط الثقافية والأدبية في المملكة أديبا وعالما فذا. جدير بالذكر أنّ صفحة التراث بجريدة الرياض قد حفلت بقلم البلادي رحمة الله قبل بضع سنين حين كتب عدّة مقالات بعنوان: محراث التراث. _________ المصدر: (صحيفة الرياض)
علامة الحجاز الشيخ عاتق البلادي (١٣٥٢ هـ - ١٤٣١ هـ) إعداد - بدر بن شاهين الذوادي باحث في الشؤون التاريخية • هو الأديب النسابة المؤرخ الجغرافي الشاعر الشيخ الرحالة (ابن بطوطة هذا الزمان) عاتق بن غيث بن زوير بن زاير بن حمود بن عطية بن صالح البلادي والبلادية فرع من قبيلة حرب العريضة التي تكاد تمتد - اليوم - بلا انقطاع من صحراء الطفَ شمالًا إلى وادي حلي جنوبًا، مرورًا بالمدينة وضواحي مكة وجدة، وغيرها من المدن. • ولد في بادية شمال مكة، في مكان يدعى (مسر) بسفح جبيل يدعى (أبيَض) يوم ٣ شوال ١٣٥٢ هـ الموافق ١٩٣٢ م (بين صلاتي العصر والمغرب)، ونشأ في البادية في بيت أبوين مؤمنين فأباه كان يؤذن لكل فرض ويصلي، وأمه هي التي علمته الصلاة. في هذه البادية رعى جميع أنواع المواشي، البهم والغنم والإبل، وطارد الجحاش، بل وطارد الذئاب بالعصا وبالنار! وكان والده قصاصًا نسابة شاعرًا ناقدًا، كل ذلك على مستوى قوم أميين، لا كما يعرف هو، فتأثر به، وكان يحفظ شعر قومه حفظًا جامعًا، فلا تمر به قصيدة إلا حفظها. • طلبه للعلم: وفي عام ١٣٦٤ هـ توفي والده وكانت البلاد في ظروف الحرب العالمية الثانية، فنزل مكة المكرمة، ودرس في مدارسها النظامية، غير أن تركيزه كان على الدراسة في المسجد الحرام، فأخذ عن مشايخ فضلاء، منهم الشيخ عبد المهيمن عبد الظاهر أبو السمح وغيره. • العمل في الجيش: وفي عام ١٣٧٢ هـ سافر إلى الطائف فعين في الجيش برتبة نائب كاتب في ١٥ جمادى الأول ١٣٧٢ هـ، وفي ٢١ جمادى الآخر ١٣٧٥ هـ رقي إلى رتبة وكيل، وفي ١ ربيع الآخر ١٣٧٦ هـ تخرج في مدرسة المشاة برتبة وكيل ضابط، فكان ضمن اللواء السعودي الحادي عشر الذي أرسل تعزيزًا للجيش الأردني أثناء العدوان الثلاثي على قناة السويس. وفي خلال سنتين هناك حصل على: دبلوم في فن الصحافة من (معهد دار عمان العالي)، وعلى ثلاث دورات عسكرية في الجيش العرب (الأردني). تدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة مقدم. وفي ١ ربيع الآخر ١٣٩٤ هـ رقي إلى رتبة مقدم، وفي ١٧ جمادى الآخر ١٣٩٤ هـ عين ركن عمليات الفوج الأول بالمنطقة الشمالية، ثم تسلم قيادة الفوج بعد ذلك، وفي ١٣٩٦ هـ نقل إلى سلاح الحدود فتسلم قيادة قطاع رابغ، ثم نقل إلى وظيفة رئيس المجلس العسكري بسلاح الحدود بجدة، وهي آخر وظيفة عمل بها. حصل على دورات عديدة في الجيش، من أهمها: دورة معهد اللغات لمدة سنة، حصل منه على دبلوم في اللغة الإنجليزية، والدورة المتقدمة المشتركة لمدة سنة، كان ترتيبه الثالث، والدورة التأسيسية في سلاح المشاة، ودورات عديدة أخرى. • التفرغ للأعمال الفكرية: هو من جيل الرواد في المملكة العربية السعودية الذين كان في طليعتهم أحمد السباعي وأحمد عبد الغفور عطار وعبد القدوس الأنصاري وأمين مدني وأحمد الخياري ومحمد البليهد وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس ومحمد العبودي وسعد بن جنيدل ومحمد العقيلي وأبو عبد الرحمن بن عقيل وغيرهم - منذ أن حصل على مؤهل في الصحافة اشتغل - جزئيًا - في الأعمال الفكرية، وفي ١ ذي القعدة ١٣٩٧ هـ صدر الأمر بإحالته على التقاعد بناء على رغبته للتفرغ للأعمال الفكرية. -وفي ٧ ربيع الأول ١٣٩٩ هـ أسس دار مكة للنشر والتوزيع، التي لا زالت تنشر مؤلفاته وغيرها. • النشاط والإنتاج الفكري: منذ أن حصل على الدبلوم في فن الصحافة - كما أشرت سابقًا - كانت له محاولات، وإن كانت في البداية متواضعة، فكتب إلى جرائد: الندوة وعكاظ والقصيم والأضواء، وغيرها تحت أسماء مستعارة. ولكن منذ عام ١٣٨٨ هـ صار يكتب بحوثًا مركزة في مجلتي المنهل والعرب، ومقالات وبحوث بلغت المئات في الجرائد والمجلات الأخرى الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية. • قام برحلات داخل الجزيرة وخارجها، فالتي في الجزيرة لا يحصيها، ونتج عن معظمها مؤلفات، أما خارج الجزيرة فرحلات عديدة إلى: الأردن وسورية وفلسطين - الضفة الغربية قبل الاحتلال - والعراق والكويت ومصر، منها رحلة واحدة بالسيارة فقطع فيها نيفًا وسبعة آلاف كيل: مكة - عمان - دمشق - بيروت اللاذقية - حلب، حماة وحمص - دمشق - عمان - بغداد - البصرة - الكويت - الدمام - الرياض - مكة. • حضر عددًا من المؤتمرات الأدبية والتاريخية، وهو عضو في عدد من النوادي الأدبية منها نادي مكة الثقافي الأدبي، نادي جدة الأدبي، عضو في نادي الطائف الأدبي. • أجريت معه مقابلات صحفية وإذاعية وتلفزيونية لا تحصى. كتب عنه عشرات التراجم والدراسات من الصين شرقًا إلى شيكاغو غربًا! وترجم بعض كتبه إلى لغات أخرى، للحديث بقية _________ المصدر: صحيفة الوطن الالكترونية البحرينية، ٢/ ٤/٢٠١٠م العدد (١٥٧٤)
أصدقاء الراحل ينتظرون إعادة طباعة ٣٠ كتابا لآخر الرواد المؤرخين عاتق البلادي خادم التراث يرحل قبل تكريمه بأيام معتوق الشريف، نعيم تميم الحكيم - جدة فجعت الأوساط الثقافية والأدبية في المملكة برحيل المؤرخ المكي الشيخ عاتق بن غيث البلادي الحربي ظهر أمس في مكة المكرمة عن عمر يناهز ٨٠ عاما بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعتبر البلادي رمزا من رموز الثقافة والتأريخ والجغرافية في المملكة عبر مؤلفاته التي ناهزت الثلاثين مؤلفا أشهرها (معجم معالم الحجاز) و(معجم قبائل الحجاز)، و(معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية وفضائل مكة) و(حرمة البيت الحرام) .. وغيرها من الكتب في التاريخ والتراث، وقد صلي على الراحل في المسجد الحرام فجر اليوم الثلاثاء. ويعد البلادي الذي كان نادي مكة الثقافي الأدبي يستعد لتكريمه من أواخر الرواد المؤرخين الذين أفنوا حياتهم في الترحال رصدا وتوثيقا لتاريخ وجغرافية وإنسان وتراث المملكة والجزيرة العربية منذ أن قرر الاستقالة من عمله في الجيش في سنة ١٣٩٧ ليقود سيارته التي تربض إلى جوار بيته في مكة متنقلا بين المدن والهجر والأودية وحيدا لتوثيق تراث ومعالم هذا الوطن. يتذكر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان الراحل قائلا: «فقدنا علما من أعلام الفكر والتراث ليس في مكة وحدها بل في المملكة فهو يعتبر خسارة للجميع لما يتمتع به ــ ﵀ ــ من خلق عال وتعامل مثالي وحرص على العلم فهو باحث من الطراز النادر ودائما ماكنت استأنس بكتبه الجميلة التي يبدو فيها جهد الباحث الحصيف المنصف»، وأضاف: «عندما قرر نادي مكة الثقافي الأدبي تكريمي طلبت منهم أن يقدم البلادي بالتكريم نظرا لظروفه الصحية لكنهم أخبروني في النادي بأن صحته في الآونة الحالية لاتحتمل ذلك فتم تكريمي أولا وكان النادي حسب علمي يعد العدة لتكريمه لكن قدر الله كان سابقا». واستطرد أبو سليمان: «مهما قلت في الصديق العزيز الشيخ عاتق البلادي فلن أوفيه حقه ولانملك إلا أن ندعو له بالرحمة والغفران وأن يجعل ما تركه من إرث في ميزان حسناته». علم كبير وعد رئيس مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي الدكتور سهيل بن حسن قاضي رحيل البلادي مفاجأة للجميع كون النادي يعد العدة لتكريمه، وقال: «ظروف الراحل الصحية حالت أكثر من مرة بيننا وبين تكريمه». ولفت إلى أن «الراحل يعتبر علما كبيرا في الأدب والثقافة ومحققا نابغا في مجال التراث لم يأخذ حقه من التكريم بما قدم»، وأضاف: «الراحل قدم كنزا ثمينا تمثل في كم الكتب التي ألفها عن تاريخ مكة المكرمة والحجاز وتوثيق أدبائها وعلمائها في مجهود بحثي نادر الحدوث في هذا الزمان». واستطرد رئيس مجلس إدارة نادي مكة الأدبي قائلا: «كان الراحل يعمل بصمت وهدوء فهو بحق خادم للتراث نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويبدله دارا خيرا من داره». الاهتمام بكتبه وطالب الدكتور سهيل قاضي وعضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي الجهات الثقافية والبحثية والعلمية والأكاديمية ومكتبة الملك فهد الوطنية ودارة الملك عبد العزيز العامة وغيرها من الجهات الاهتمام بكتب الشيخ عاتق البلادي وحفظها وإعادة طباعتها لتسهيل وصولها للباحثين، وقال الزيلعي: إن «البلادي خدم تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها وإنسانها من خلال رحلاته التي قام بها في مختلف أنحاء المملكة وقدم هذه الرحلات في كتب لا يستغني عنها كثيرون من الباحثين، فهو لم يكتف بوصف مشاهداته والأمكنة التي مر بها وحديث الناس وإنما أصل لكل موقع من المواقع التي زارها من حيث ذكرها في كتب الرحلات مبرزا فيها تاريخ هذه المواقع وتراثها وثقافتها والمنتسبون إليها من شعراء ومؤرخين ورجال فكر وسياسة وأحداث تاريخية». وأضاف: إن «الراحل ترك كما كبيرا من المؤلفات بعضها نفدت طباعتها لذلك أطالب الجهات كالجامعات ودارة الملك عبد العزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة وغيرها من الجهات التي تعنى بالنشر إعادة طباعة كتب البلادي لتكون على شبه موسوعة كاملة توضع بين يدي الدارسين». _________ المصدر: (صحيفة عكاظ)
Page inconnue