93

Le Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

فأما الخطبة بالكسر في الفاء فهو: في حق المرأة، تقول: خطبت

المرأة خطبة، ولم يرد فيه الفتح في الفاء، وهذا يؤكد ما قلناه من جري مضموم الفاء على الاسم والمصدر جميعا، والخطبة إنما تكون في المقامات المشهودة، والخطوب الواردة والأمور المعضلة، والحوادث المتفاقمة.

(1) [فمن خطبة له عليه السلام يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم](1)

قال الإمام أميرالمؤمنين، وسيد الوصيين، المختار من بين سائر الخلق للأخوة، والقائم مقام صاحب الشريعة في كل الأحكام ماخلا النبوة:

(الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون): واعلم أن الحمد والمدح يأتلفان من أحرف واحدة مع اختلاف نظامها(2)، وهما أخوان والمعنى فيهما واحد، وكلاهما من قبيل القول، وهو: الثناء الحسن بذكر الأوصاف الجميلة(3)، واستحقاقهما في مقابلة النعمة وغيرها، ولهذا فإن الرجل كما يحمد عند إنعامه، فإنه يكون محمودا على حسن الصورة وأصالة الحسب، وأما الشكر فهو يكون باللسان والقلب وأفعال الجوارح، وهو مخصوص بالنعمة، ولهذا قال:

Page 98