267

Le Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

(تستدم(1) من قومه المودة): لأنهم إذا ألفوه بخفض جناحه

وسهولة أخلاقه دام الوداد؛ لأن سببه لايزال متجددا، فلهذا وجب دوامه وبقاؤه، وما أحسن ما ضمنه هذه الخطبة من الحكم الوافية، وحشاه في أثنائها من المواعظ الشافية، وما يعقلها إلا العالمون.

(24) ومن خطبة له عليه السلام

(ولعمري ماعلي من قتال من خالف الحق، وخابط الغي): العمر إذا كان مجردا عن اللام جاز في عينه الفتح والضم، تقول: عمرك طويل، وعمرك طويل، فإذا أدخلت اللام فليس فيها إلا الفتح، فلهذا تقول: لعمرك ولعمري، وهو مبتدأ محذوف الخبر أي لعمرك قسمي، ما علي من حرج في قتال من خالف الحق بفسق وتمرد، وخابط الغي بجهل وضلالة، والخابط هو: الذي يسير على غير الجادة.

(من إدهان ولا إيهان): الإدهان هو: المصانعة، والإيهان هو: الضعف، وقوله: من إدهان ولا إيهان، بعد قوله: على من خالف الحق وخابط الغي من باب اللف والنشر في علم البديع، والمعنى في ذلك ما علي من قتال من خالف الحق من إدهان أي مصانعة، ولا على من خابط الغي من إيهان أي ضعف، فلف أولا ثم نشر ثانيا بإلحاق كل واحد ما يليق به، أي لا يمنعني من(2) قتال مخالفي الحق المصانعة له في ذلك، ولا يمنعني من قتال الخابط ضعفي عنه.

(فاتقوا الله عباد الله): فمن حق من كان متسما(3) بسمة العبودية أن يكون ملازما لتقوى سيده ومولاه، ومراقبة أحواله في السر والجهر.

(وفروا إلى الله): إلجاءوا إليه بالأعمال الصالحة.

(من الله): من عذابه وسخطه وأليم عقوبته.

(وامضوا): أي استمروا، من قولهم: فلان ماضي على طريقته، أي مستمرا عليها.

Page 272