134

Le Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

(ليستأدوهم (1) ميثاق فطرته): ليطلبوا منهم ما ألزمهم من الميثاق الذي واثقهم عليه، وهو ما تقضي [به] (2) الفطرة من الإقرار به، ومعرفته وحمدانيته(3)، واستحقاقه للعبادة، كما قال تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}[الروم:30] يعني الإقرار بالربوبية، وقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}[الذاريات:56].

(ويذكروهم منسي(4) نعمته): ويوقظونهم بالتذكير عن الغفلة التي كانت سببا في نسيان النعمة، والمنسي مفعول وهو الشيء الذي ينسى.

(ويحتجوا عليهم بالتبليغ): يكون غايتهم في تقرير الحجة على الخلق هو: أنا قد أبلغناكم(5) ما أرسلنا به، وهو غاية جهدنا: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم}[الجن:28]، فأما الإلجاء بالقسر فلا وجه له لما فيه من بطلان الغرض المقصود بالتكليف.

(ويثيروا لهم دفائن العقول): أثار الشيء إذا(6) أظهره، والدفين: المدفون وهو: ما يخبأ، ومراده عليه السلام بذلك هو أن الرسل صلوات الله عليهم أظهروا ما كان مخبوءا من الدلائل العقلية، ونبهوا على الاستدلال بها، وكانت عقول الخلق قاصرة عن استثارة هذه الدفائن، وإظهار الأسرار العجيبة.

Page 139