131

Le Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

(أهبطه إلى دار البلية): أهبطه أي أنزله من علو، يكون متعديا لمكان الهمزة كأخرجه، وهبط يهبط وهبطه يهبطه،بغير همزة يتعدى(1) تارة ويلزم أخرى، دار البلية هي: الدنيا لما فيها من التكاليف الشديدة، ومقاسات الأمور الصعبة، والأمراض، والغموم، والأحزان الكثيرة.

(وتناسل الذرية): وحيث أذن الله بالتناكح الذي يحصل بسببه النسل والتوالد، وبعد وقوع ذلك وحصوله من جهة الله تعالى كلفهم بما قرره في عقولهم، وعهد إليهم بما ركبه في أفهامهم من معرفة توحيده، وتنزيهه عما لا يليق بذاته.

(فاصطفى سبحانه من ولده أنبياء): الاصطفاء هو: الا ختيار، فاختار الله هؤلاء الأنبياء، واختصهم بالرسالة لما يريده من كرامتهم، وإبلاغ الحجة على الخلق، كما قال تعالى: {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}[النساء:165].

(أخذ على الوحي ميثاقهم): أخذ الميثاق هو: تأكيده وتحصيله(2)، كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين}[آل عمران:81]، والميثاق: ما يستوثق به من ذمة ويمين، وقوله: على الوحي أي على حفظ الوحي وإبلاغه من غير خيانة [فيه] (3) بزيادة، ولا تقصير في أدائه.

(وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم): الرسالة: مايرسل به من كلام وشريعة، والمصدر منه هو: الإرسال، والمعنى وأخذ على تبليغ الرسالة إلى الخلق ما ائتمنهم عليه من أنواع التكاليف وسائر ما تعبدوا به أمانتهم الأمانة والأمن والأمنة مصادر كلها بمعنى واحد، وقد تطلق الأمانة على الشيء المؤتمن عليه.

Page 136