Le Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Genres
(فأول الدين معرفته): الدين هو: الإسلام، لقوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}[آل عمران:19]، والإسلام هو: الإيمان، لقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}[آل عمران:85]، والمعلوم قطعا أنه لو أتى بالإيمان لكان مقبولا منه، وفي هذا دلالة على أن الإيمان والإسلام شيء واحد، فإذا تقرر هذا فاعلم أن الإيمان عندنا اسم شرعي، وصار عبارة عن عمل القلب وهي المعرفة، وعن عمل اللسان وهو الإقرار، وعن عمل الجوارح وهو فعل الطاعات، والكف عن القبائح، فصار مقيدا(1)لهذه الأمورالثلاثة عند إطلاقه، وهذا هو مذهبنا وعليه أكثر السلف، وقد خالفنا في ذلك فرق وطوائف، وقد قررنا نصرة ما قلناه، ورددنا على من خالفنا في الكتب العقلية، فإذا تمهدت هذه القاعدة، فإنما قالعليه السلام: إن أول الدين هو المعرفة؛ لأن ماعدا المعرفة مما يقع عليه اسم الدين من الإقرار وعمل الطاعات لاوقع له إلابعد إحراز المعرفة وتحصيلها، فالإقرار لاصحة له إلا بعد المعرفة ليكون خبرا صدقا، والأفعال الشرعية فالمعرفة تمكين منها؛ لأن الصلاة والزكاة، وسائر العبادات الشرعية لاتفعل(2) إلابعد المعرفة، وأما الواجبات العقلية فالمعرفة لطف فيها، فصار أمر الدين كله لايكون إلا بعد المعرفة وكمالها.
Page 109