وقال أبي: «فماذا قال؟»
قال حمام: «قال خمسة جنيهات إيه يا أستاذ هو باع القطن بكام السنة دي؟»
وضحك أبي، ولكنه قال في ذكاء السياسي المحنك: «المسكين وقع فريسة لخبيث أراده أن يهجوني حتى يقطع عنه ما أعطيه.»
وصاح حمام: «أطال الله عمرك يا باشا. هذا فعلا ما حدث، لقد أغراه بك كامل الشناوي.»
ولم يغضب أبي من عبد الحميد الديب وظل يصله.
وحدث بعد ذلك بسنوات أن ذهب عبد الحميد الديب إلى معالي المرحوم أحمد باشا عبد الغفار، فوجد الباشا في الطابق الأعلى، فأرسل إليه أبياتا يمتدحه بها، فأرسل له أحمد باشا خمسين قرشا، فغضب عبد الحميد الديب، وأعاد الخمسين قرشا، ومعها هذه الأبيات:
كسرت أبا عثمان قلبي وخاطري
وقد خلت منك العطف في العيش جابري
وما جئت أستجديك خمسين لعنة
ولا مر هذا الميل يوما بخاطري
Page inconnue