جبر الله به صدع الوطن
أنت إبراهيم ثاني نابغ
فجع الكفار في حطم الوثن
وكان هذا اللقاء في أوائل الأربعينيات، وكان أبي قد خرج منتصرا على الوفد في المعركة الانتخابية الشرسة التي رويت لك أنباءها، والتي جرح فيها عمي فكري أباظة، ولف أبي خمسة جنيهات في هيئة سيجارة وقدمها إلى عبد الحميد الديب. وخرج الديب وحمام، وعاد حمام إلينا في اليوم التالي ليخبرنا أن الديب كاد يجن من الفرح، وراح يقول لحمام: «لماذا لم تعرفني بهذا الرجل من زمان؟ خمسة جنيهات مرة واحدة. أنا لا أراها إلا في الأحلام.»
وبعد أيام عاد إلينا حمام، وقال لأبي: «اسمع يا معالي الباشا الشعر الجديد الذي قاله الديب في الأباظية.»
وسأله أبي: «ماذا قال؟»
وقال حمام: قال:
أبلغ أباظة عني أنهم ورثوا
مالا ولم يرثوا دينا ولا خلقا
واندهش أبي وراح يضحك لهذا الانقلاب، وسأل حمام عن سره، فقال حمام: «سألته.»
Page inconnue