ذلك والله ما لم تستطع أن تسمو له أحلامي. وإني اليوم أذكر كلمة قالها عميد الحقد الأدبي الدكتور لويس عوض، وكنا جلوسا في الحرافيش، فإذا هو فجأة يقول لي على غير انتظار أو توقع، وبعد سنوات من ظهور هارب من الأيام كانت ظهرت لي فيها عدة روايات أخرى، قال الدكتور عميد الحقد: «أتعرف لماذا لا نكتب نحن عنك؟»
وأدركت أن نحن هذه تعني الشيوعيين طبعا، وطبعا أيقنت وأنا لا أتوقع أن يكتبوا عني طبعا أيضا، وإنما أحببت أن أعرف بماذا يطمئنون ضمائرهم الأدبية فقلت: «لا، لا أعرف.»
قال في وقاحة جديرة به: «لأن طه حسين كتب عن روايتك الأولى. ماذا؟ هل ولدت عملاقا مثل التليفزيون؟»
وقلت في بساطة: «على كل حال إن كتابة طه حسين عني تغنيني عن كل نقاد العالم.»
ونقلت الحديث إلى غير ما خاض فيه حتى لا أفسد السمر على الحرافيش في بيت أخينا العزيز الراحل محمد عفيفي.
مرت أيام قليلة بعد خروجي من عند الدكتور طه حسين، وطلبتني جريدة الجمهورية تسألني أن أرسل لها صورة لي لتنشر مع مقالة الدكتور طه.
ولم أنم تلك الليلة، وفي الفجر كنت أقرأ الجمهورية ووجدت المقالة فوق ما أتوقع وجدت الدكتور يأخذ علي مآخذ فهمت ما يريده منها، وفي العاشرة من الصباح كنت على باب منزله لأول مرة أزوره على غير موعد، وقلت: «أنا فعلا لا أعرف ماذا أقول.»
قال: «الله، إذن أنت لم تزعل.»
قلت: «فمتى أفرح في حياتي إذا زعلت اليوم؟»
قال: «قل لي ماذا تقصد بروايتك؟»
Page inconnue