Alesia
بجوار دانفير روشيرو
Danfere Rocherot ، وأسدها الذي في الميدان الذي نحته نفس المثال الذي نحت أسدي كوبري قصر النيل في عصر إسماعيل. وأدركت أن الحق فوق القوة أو أن العدل فوق أهواء البشر.
ومرة أخرى وجدت غرفة رخيصة في محطة رانلاج
Ranlagh
بجوار غرفة تشوين الفحم في البدروم بلا نوافذ، وكنت لا احتاج إلى تدفئة. وكانت جارتي على الشارع موظفة في المترو الذي آخذ محطته كل يوم، وهي تختم لي البطاقة الأسبوعية، ولا أكلمها لأني لم أكن قد تجرأت على مخاطبة النساء بعد، وأنا الإخواني القديم. وفاجأتني هي بالحديث مرة: ألست جاري؟ قلت نعم، ولم أستمر في الحديث بالرغم من محاولتها مع صديقة في زيارة لها إسماعي صوتها لي ليلا، ثم فقدت الأمل مع أن الأمور ميسرة. كانت غرفتها بجواري بها نافذة تطل على الشارع، أجمل وأفضل عندما كنت أجد الباب مفتوحا. كانت الأسرة مالكة حجرتي لطيفة وودودة، ترحب بالطلبة الأجانب، تسألني كل مرة عندما أحضر لدفع الإيجار وهو أربعة جنيهات شهريا إذا كنت أحتاج شيئا أو إذا كان هناك شيء ينقصني، فأشكر ربة الأسرة. ورأيت المصعد الحديدي مثل المصاعد التي في الأبنية التي على ساحل الإسكندرية مثل فندق سوفيتيل أو المعهد السويدي، وكنت أحس به تدريجيا أنني في فرنسا، بالإضافة إلى المترو المريح الذي يغطي كل شوارع باريس في أنفاق تحت الأرض بحديده المشغول على فتحات النزول والخروج، والأبواب التي تغلق آليا إذا وصل المترو إلى الرصيف ثم تفتح بعد ذلك بعد المغادرة بلا زحام أو خطورة. وأجد أحيانا على كنبات الاستراحة الخشبية متشرد
Clochaet
وفي يده زجاجة النبيذ الأبيض والأخرى الرغيف الفرنسي الطويل باجيت
لا يسأل إلحافا. وأحيانا أجد بين الدهاليز تحت الأرض الموسيقيين يعزفون أو بعض الفنانين يرسمون، وقبعته مقلوبة على الأرض بجواره، والناس تقذف فيها الفرنكات المعدنية. وأحيانا أجد في هذه الدهاليز بعض الشعارات السياسية لبعض الأحزاب. وفي نفس الغرفة حاولت صديقة أحد المصريين إغرائي لما عرفت أنني أيضا في الكونسرفتوار، ولكني لم أكن بعد قد تعلمت مخاطبة النساء. وقالت لي مرة وهي في زيارة لي أريد أن أقضي الليل هنا، ولم أفهم ما تريد كما أفهم الآن، ورجوتها الذهاب إلى سكنها الذي كان على التبادل في حي آخر باعتبارها طالبة في الكونسرفاتوار. وبعد عدة سنوات ذهبت إليها في غرفتها بعد أن تعلمت كيفية الخروج من ثقافتي الإخوانية الإسلامية الأولى. وفي هذه المرحلة الرومانسية كنت أركب المترو من رانلاج في الحي السادس عشر، وأغير المترو إلى آخر محطة دانفير روشيرو. وكان الباريسيون يتقنون فن التغيير لاختصار الوقت، فإما أن يركبوا القطار من الأمام إذا كانت محطة التغيير بالقرب منه أو من الخلف إذا كانت محطة التغيير بالقرب منه. وأحسنت هذا الفن، وكنت أركب عربة المترو الأخيرة لأن التغيير كان من هناك. وكانت هناك فتاة فرنسية بيضاء ذات وجه جميل بالرغم من أنها قصيرة ألتقي بها كل يوم، وفي نفس المعاد، وفي نفس المكان، ينظر كل منا إلى الآخر، كانت تنتظر أن تأتي المبادرة مني كالعادة، ولكني لم أفعل. ولما أتت الفترة الواقعية عام 1960م تركت المكان والزمان إلى المدينة الجامعية في الحي الرابع عشر، وأدرس في منزلي وآكل في مطعم المدينة الجامعية، فحزنت لتأخري. وكانت ترن في أذني آية
وكان الإنسان عجولا . فأطمئن إلى ما فعلت. بعد ذلك وفقت في السكن في المدينة الجامعية في الحي الرابع عشر في غرفة مزدوجة مع أمريكي في منزل الولايات المتحدة الأمريكية، وكان بالقرب من محطة المترو بهذا الاسم، وعلى الشارع بضجته، وسألت زميلي بالغرفة: كيف تنام في هذه الضجة؟ فأجاب: أنا أسكن في شيكاغو فوق محطة القطار؛ فأنا متعود على ذلك. لا يوجد منزل للمصريين، بل هو نزل الطلبة الأرمن عندما كان نوبار باشا الأرمني وزيرا للتعليم في مصر؛ فبناه على نفقة مصر باسم الطلبة الأرمن. وقانون الإسكان في المدينة النصف من البلد الذي بنى. والنصف الآخر من باقي الجنسيات حتى يتحقق الترابط العالمي، كما لا يسمح قانون الإسكان بأكثر من أربع سنوات حتى يسكن الجميع. وبعد عام انتقلت إلى البيت الألماني لأني أدرس الفلسفة الألمانية؛ ولا بد أن أعيش مع الطلبة الألمان كي أكسب مزيدا من المهارة في اللغة الألمانية. ومكثت في البيت الألماني ثلاث سنوات (1960-1963م)، وبالفعل زادت مهارتي في الحديث باللغة الألمانية، وانتخبني الطلاب رئيسا لاتحاد الطلاب الألمان. وجاءت زيارة الرئيس الألماني لوبكه
Page inconnue