Le centenaire de l'incident de Nazib
الذكرى المئوية لواقعة نزيب: ٢٤ يونيو سنة ١٨٣٩–٢٤ يونيو سنة ١٩٣٩
Genres
وبعد أن درس الحالة أيقن أن الشريف غالب (شريف مكة) له ضلع مع الثوار، فأمر بالقبض عليه هو وجميع أفراد عائلته،
3
وأرسله إلى مصر، ومنها نفي إلى سالونيك. ثم صادر أمواله ومقدارها 2000000 جنيه، ولتطهير الجو من الدسائس والخيانات عزل شريف جدة أيضا، وأرسله إلى مصر تخفره ثلة من الجنود الأشداء.
بقيت الحرب فترة من الزمان سجالا بين المصريين والوهابيين. أدرك محمد علي أن من الخطأ محاربة العرب في البقاع الكثيرة الهضاب والنجاد، ففكر في خدعة لاستدراجهم إلى السهول والوهاد، فتظاهر بالقهقرى أمام جموع الوهابيين، جازت الحيلة على الأمير فيصل الذي كان قد جمع 30000 مقاتل منهم 5000 هجانة، فترك الهضاب التي كان ممتنعا فيها، وسار إلى الوهاد مقتفيا أثر محمد علي، وبمجرد أن توسط الجيشان السهول تجمعت القوات المصرية على هيئة مربعات - على مثال مربعات جيش نابليون بونابرت عندما غزا مصر في سنة 1798 - وأصلت العرب نارا حامية حصدتهم حصدا، وردتهم خاسرين ستة آلاف قتيل، وفر فيصل بفلول جيشه. غنم محمد علي خيمة فيصل بجميع ما كان فيها من ذهب ومن فضة ومن رياش فاخرة، وبعد هذا النصر زحف في داخلية البلاد، واستولى على مواقع حربية مهمة، ولما اطمأن قلبه عاد إلى مصر، وترك ابنه طوسون يتم غزو البقية الباقية من بلاد العرب، وهنت قوة الوهابيين وركدت ريحهم وانشقت العصا بينهم، ورأوا أن كثيرا من قبائل العرب انفضت من حولهم، ومالت إلى المصريين وانضمت إليهم، وأن لا أمل لهم في قهر المصريين فطلبوا الصلح، عرض عليهم طوسون شروطا قاسية قبلوها حالا، وبعدما هدأت الحالة عاد طوسون إلى مصر في نوفمبر سنة 1815.
إلا أن الوهابيين نقضوا العهود والمواثيق، وعادوا إلى الثورة والعصيان، وجمعوا 30000 من المقاتلة تحت قيادة الأمير عبد الله وأخيه الأمير فيصل، علم محمد علي بهذه الثورة الجديدة، فأمر بتجريد حملة ثالثة، وفي أثناء هذه الحملة الجديدة مات ابنه طوسون في برنبال (في 6 يوليو سنة 1816)، فعهد محمد علي في قيادة الحملة الثالثة إلى ابنه الكبير إبراهيم (وكان عمره إذ ذاك 27 سنة)، بارح إبراهيم مصر في 5 سبتمبر سنة 1816 إلى قنا، ومنها إلى القصير، ثم إلى ينبع، ثم إلى المدينة المنورة، وفي 19 يناير سنة 1817 وصل إليه رسول من قبل السلطان يحمل إليه رتبة الميرمران الرفيعة.
قضى إبراهيم مدة طويلة من الزمان وهو يقاتل الوهابيين ويطاردهم، إلى أن كتب الله له النصر في 10 سبتمبر سنة 1818، إذ خضع الأمير عبد الله وسلم له نفسه، فأرسله إبراهيم باشا إلى مصر، ومنها إلى إستانبول بناء على طلب السلطان، وعلى الرغم من شفاعة محمد علي وإبراهيم فإن السلطان قتله قتلة سوء إذ أمر بضرب عنقه أمام جامع أيا صوفيا، ولما بسط إبراهيم سلطان أبيه على جزيرة العرب، عاد إلى مصر في ديسمبر سنة 1819 بعد أن قضى ثلاث سنوات وهو يقاتل الوهابيين، وصل إلى الجيزة في 9 ديسمبر، ودخل القاهرة من باب النصر، واستقبله والده يوم 11 ديسمبر في سراي شبرا، وأقيمت معالم الأفراح مدة سبعة أيام وسبع ليال متواليات.
4
وفي سنة 1820 وجه محمد على عنايته وجهوده إلى بلاد السودان، فسير حملة أولى تحت قيادة ابنه إسماعيل، وحملة ثانية تحت قيادة صهره محمد بك الدفتردار، وحملة ثالثة تحت قيادة ابنه الكبير إبراهيم.
وفي 15 أكتوبر سنة 1838 سافر إلى السودان ليتفقد أحوالها بنفسه، ولم يعد إلى مصر إلا في 14 مارس سنة 1839 بعد غياب طال خمسة أشهر، ومن الغريب أنه سافر هذه السفرة الشاقة الطويلة وكان عمره 70 سنة، وانتهز فرصة وجوده وبنى مدينة الخرطوم، وأسس مدينة سماها باسمه وصدق من قال عنه:
Toujours le dernier au repos, toujours le premier au mouvement .
Page inconnue