وكان الروم صابئة، إلى أن قام قسطنطين، المتدين بدين المسيح. وقهر الروم على الدخول فيه، فأطاعوه. ولم يزل دين المسيح يقوى، فلا دخل فيه جميع الأمم المجاورة للروم إلى أن. كان منهم حكماء ، وعلماء بأنواع الفلسفة. وكثير من الناس يقول: إن الفلاسفة المشهورين، روميون. الصحيح، أنهم يونانيون. ولتجاوز الأمتين دخل بعضهم في بعض، واختلط خبرهم. وكلا الأمتين، مشهور العناية بالفلسفة إلا أن لليونانيين، من المزية والفضل، ما لا ينكر. ولغتهم، مخالفة للغة اليونان. وقيل: إن لغة اليونان، الإغريقية. ولغة الروم، اللطينية ولهم قلم، يعرف بالساميا في القديم، ولا نظير له فإن الحرف الواحد منه، يحيط بالمعاني الكثيرة، ويجمع عدة كلمات. قال جالينوس، في بعض كتبه: كنت في مجلس عام، فتكلمت في التشريح، كلاما عاما. فلما كان بعد أيام، لقيني صديق لي، فقال لي: إن فلانا، يحفظ عليك، في مجلسك أنك تكلمت بكذا وكذا. وأعاد علي ألفاظي. فقلت: من أين له هذا؟! فقال: إنه يعرف قلما، يسبقك - بالكتابة - في كلامك. وهذا القلم، يتعلمه الخواص، ويمنع منه سائر الناس، لجلالته.
Page 31