88

زينب :

قلبي يحدثني بأنها ليست كما تقول، فإنك ممتقع اللون، هل علموا بوجودي هنا؟

كمال :

لا شيء من ذلك، في الأمر خطأ، بل هي صدفة ملعونة، أما شخصيتك فلم تكن موضع بحث بتاتا.

زينب :

إذن لماذا كل هذا الارتباك؟ أطلعني على الحقيقة يا كمال، أعدك بأن أتجلد، صارحني بربك، هل نحن في خطر يتهددنا؟

كمال :

نعم يا زينب، تهب الآن فوق رأسينا عاصفة من الخطر؛ فقد ارتابوا في أنني أخفيت في منزلي إنسانا هاربا من وجه القضاء، ولقد كان من السهل دفع هذه الريبة بكلمة واحدة، انطلاقها من فمي أشق من انطلاق روحي من جسدي، فأنا اليوم في أخطر ساعة من ساعات حياتي، أوقعتك بسبب طيشي ورعونتي في مهاوي التهلكة، ولكنني سأبذل روحي وما ملكت يداي في سبيل إنقاذك، سأضحي بكل شيء من أجلك، إنني في حاجة إلى شجاعتك وثباتك وتجلدك.

زينب (بخوف ووجل) :

بالله يا كمال لا تطالبني بما فوق مقدرتي، فكر في عجزي وضعفي كامرأة، كل ما أستطيعه هو التجلد، هو الصبر دون بكاء ولا انتحاب، افعل ما يتراءى لك، جاهد بكل ما تستطيع، تناساني في جهادك، دعني أتروى في ركن منعزل أنتظر عاقبة أمري. (جلبة وضوضاء خارج المنزل وأحجار يقذفها المتجمهرون، وتسقط قطعة حجر صغيرة على إحدى القصاري في البلكون وتتلوها أخرى.)

Page inconnue