لقد أصبحت سيدة كاملة ومع ذلك لا تزالين كما أعهده فيك منذ الصغر تندفعين في تيار المؤثرات لأقل الحوادث التي تحرك عاطفة الشفقة في النفس، بل ما زالت عيناك هما هما ترتجفان لأقل حادث، أتذكرين عصفورتك الصغيرة؟ لكم بكيت من أجلها عندما افترستها هرة شريرة ذات يوم!
زينب :
آه (برقة وتحسر)
نعم، بكيت يومئذ كثيرا وجزعت لموتها أشد جزع.
كمال :
ألا تذكرين كذلك أني أحضرت لك عوضا عنها عصفورة أخرى في سبيل التعزية؟ أوتذكرين أيضا كيف تولاني الشغف أنا الآخر بتربية العصافير بعد هذه الحادثة؟ إنني ما زلت أذكر أقفاصنا الصغيرة في الحديقة، تلك التي تكاثرت حتى غدت الحديقة كأنها حديقة الدواجن، وما زلت أذكر إلى اليوم كيف كنت تقفين أمام تلك الأقفاص بشعرك المرسل على الأكتاف وبثوبك الزاهي اللون.
زينب (تأتي بمحاولة تنم عن التملص من ذكريات الصبا) :
نعم، سأقول لوالدته : إنه لا سبيل إلى إنقاذه (تحاول الخروج)
لقد صدعتك قليلا؟
كمال :
Page inconnue