٤٨- أخبرنا أحمد قال: أخبرنا محمد بن يونس، قال: حدثنا، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مسافر بن أبي عبد الله، عن وائل مولى أبي عبيدة، عن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: غزونا نحو الروم، فسرنا، حتى إذا كنا في لجة البحر وهاجت علينا الريح، ورفعنا الشراع، إذ سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة قفوا، أخبركم، قال: فقمت، فنظرت، فلم أر شيئا، حتى نادى سبع مرات، فقلت من هذا، ألا ترى على أي حال لا نستطيع أن نحبس، قال: فقال: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله تعالى على نفسه، قلت بلى قال: فإن من عطش نفسه لله تعالى في الدنيا في يوم حار، كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة، قال ك فكان أبو موسى لا نلقاه [١٨/ب] إلا صائما في يوم حار.
٤٩- أخبرنا أحمد قال: حدثنا الحارث بن ابي أسامة التميمي، حدثنا داود بن المحبر، قال: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: إِنَّا لَوُقُوفٌ بِجَبَلِ عَرَفَاتٍ فَإِذَا شَابَّانِ عَلَيْهِمَا الْعَبَاءُ الْقَطَوَانِية، نَادَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ: يَا حَبِيبُ، فَأَجَابَهُ الآخَرُ لَبَّيْكَ أَيُّهَا الْمُحِبُّ، قَالَ: تَرَى فِي الَّذِي تَحَابَبْنَا فِيهِ وَتَوَادَدْنَا فِيهِ يُعَذِّبُنَا غَدًا فِي الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا سَمِعَتْهُ الآذَانُ وَلَمْ تَرَهُ الأَعْيُنُ يَقُولُ: لاَ لَيْسَ بِفَاعِلٍ. (١)
_________
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في (الإخوان) (١٩)، وفي (الهواتف) (٢٤)، من طريق دَاوُد بْنِ الْمُحَبَّرِ، به.
1 / 39