وأما الباب الثاني فكان في أربعة فصول ، تناول الأول منها سيرة ابن الدبيثي مؤلف هذا الكتاب ، افتتحته بمصادر سيرته ، واتبعتها بسيرة وجيزة لحياته ، وأنهيته باقتباسات من آراء العلماء فيه أبانت عن غزارة فضله وعلو منزلته العلمية.
وتناول الفصل الثاني تاريخ ابن الدبيثي ، بحثنا فيه عنوان الكتاب ، والنهج الذي انتهجه المؤلف في عرض مادته ، ونطاقه الزماني والمكاني ، وطبيعة التراجم التي تناولها ، وخطته في ترتيب محتويات كل ترجمة ، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى بيان موارده وما استفاده من السماع والمشافهة والمساءلة ، والإجازات ، والاتصالات والمكاتبات العلمية مع أقرانه في تكوين المادة العلمية التي كان جلها مما عاصره. ثم اعتماده جملة كبيرة من معجمات الشيوخ والمشيخات التي وقف عليها بخطوط أصحابها ، فضلا عن بعض المؤلفات التي سبقته وتناولت تراجم البغداديين أو الواردين إلى بغداد مما يقع ضمن نطاقه الزماني. وختمت الفصل في بيان أهمية هذا التاريخ ، وأثره العظيم في المؤلفات اللاحقة.
أما الفصل الثالث فاختص بدراسة طبيعة الأحاديث في تاريخ ابن الدبيثي ، ومنهجه في إيرادها. وبينت بعض الفوائد المستفادة من دراستي لهذه الأحاديث ، رجوت أن تكون نافعة للدراسات الحديثية.
وتناول الفصل الرابع وصف النسخ الخطية المعتمدة ، والنهج الذي انتهجته في تحقيق هذا الكتاب ، فالحمد لله على مننه وآلائه ، هو الموفق للصواب إليه المرجع والمآب.
* * *
Page 8