لكنه لا يعنى بترتيب أسماء الآباء حسب تسلسل حروفها ، ففي باب الألف مثلا يذكر أسامة ، ثم إياس ، وأشعث ، وإبراهيم ، وأفلح ، وأبي ، والأسود ، وأيوب ، وأبان ، وإسماعيل ، وإسحاق ، وأسلم ، وأنس ، وأعين ... إلخ وكذلك في الحروف الأخرى من الآباء. وحين انتهى من المحمدين ابتدأ بحرف الألف ، فابتدأ بإبراهيم ، ثم إسماعيل ، فإسحاق ، فأيوب ، ثم أشعث ، والأسود ، وأزهر ، وأحمد ، وأمية ، وأسيد ، وأوس ، وأسامة ، وأسلم ، وأيمن ، وأنس ، وأصبغ ، وإدريس ، وآدم ، وأبي ... إلخ ، وكذلك فعل في ترتيب آبائهم ، فرتب آباء من اسمه «إبراهيم» مثلا على الألف ثم الباء ثم الثاء ، فالجيم والحاء والخاء ... إلخ من غير اعتبار لتنظيمهم على حروف المعجم ضمن الحرف الواحد ، وربما لاحظ القدم والتسلسل الزمني.
لقد تأثر العديد من مؤلفي كتب الرجال والتراجم بهذه الطريقة ، فاتبعها الخطيب في «تاريخ مدينة السلام» حيث اعتمد الاسم الأول للمترجم فقط ، فإذا كان في المترجمين بهذا الاسم كثرة مثل المحمدين والأحمدين والعليين ونحوهم رتبهم بحسب أسماء آبائهم على حروف المعجم أيضا ، وذكر لكل ذلك أبوابا ثم عناوين ، وربما اضطر في أحايين قليلة جدا إلى ترتيب أسماء الأجداد على حروف المعجم حينما تكثر الأسماء في العنوان الواحد ، كما فعل فيمن اسمه محمد واسم أبيه أحمد ، فقال : «وهذا ذكر من اسمه محمد واسم أبيه أحمد جعلت ترتيبهم على حروف المعجم من أوائل أسماء أجدادهم لتقرب معرفته وتسهل طلبته» (1). وفيما عدا هذه الاستثناءات رتب كل باب أو عنوان من هذه الأبواب والعناوين حسب قدم الوفاة ، سواء أكان الباب أو العنوان متضمنا الاسم الأول فقط أم كان مرتبا على الاسم الأول ثم اسم الأب ، أم مرتبا على اسم الأب واسم الجد بصرف النظر عن منزلته ، ومن غير اعتبار لكبر سنه أو علو روايته ،
Page 20